المخدرات…. عدو قاتل!! فاعرف عدوك…. تأمن شره … د.عزت عبدالعظيم استشاري الطب النفسي بمستشفى الحمادي بالرياض

تعددت أنواع المخدرات وتلونت بأشكال مغرية فاستطاعت أن تخدع الكثير من الناس وبالذات خيرة شباب وفتيات  أي مجتمع فأوقعتهم في فخ الإدمان القاتل؛ كما ازداد نشاط عصابات تجارة المخدرات التي تنهب ليس فقط الأموال الطائلة من هؤلاء المخدوعين بالوهم بل وتسلبهم صحتهم وربما تقضي علي حياتهم؛ كما تدمر العلاقات الأسرية والإجتماعية المستقرة وبالتالي تهدد الإستقرار والأمن القومي للأوطان.
إن معظم الناس تعلم جيدا المخدرات وأضرارها ولكن البعض قد يصبح فريسة سهلة لأسباب عديدة؛ ربما نتيجة للجهل أو لعدم الإقتناع بمدي خطورتها أو لوجود إضطراب نفسي لأن الإنسان العاقل لايذهب برجليه لقاتله!!. إن الوقاية من المخدرات وعدم الوقوع  فيها بالطبع أفضل بكثير من العلاج وهذا  يحتاج لأمور عديده أهمها القناعه الداخلية لدي الناس بمدي خطورتها الشديده والتي تتولد بمعرفة الأضرار السيئة للمخدرات وحتي يمكننا التعرف علي هذا العدو يجب معرفة بعض المعلومات البسيطة والمفيدة عنه من خلال الإجابة علي هذه الأسئلة التالية:
 *ماهي المخدرات؟ 
هي مجموعة من المواد التي تؤثر علي الحالة العقلية والنفسية للإنسان مثل درجة اليقظة والنوم وحالة الوعي والإدراك والحالة المزاجية وما الي ذلك ولكن  مع مرور الوقت يؤدي إستخدام هذه المواد لحالة من التعود عليها وعدم القدرة علي الإنقطاع عنها (الإدمان). هناك مجموعات عديدة من المخدرات أهمها المشروبات الكحولية والأفيون ومشتقاته كالهرويين والحشيش والمنشطات كالكوكايين والكابتيجون والمهدئات وحبوب الهلوسة والدخان وبعض الأنواع الأخري الرخيصة من المذيبات العضوية  شديدة الخطورة علي الصحة كالبنزين والغاز ومواد التلميع والورنيش.
ماهو الإدمان؟
هو حالة الإعتماد النفسي والبدني علي مادة أو مجموعة من المواد المخدرة بحيث يتناولها الشخص (المدمن) بجرعات مستمرة تتضاعف مع مرور الوقت ولايستطيع التوقف عنها لظهور أعراض  إنسحابية علي هيئة إضطرابات نفسية وجسدية والتي قد تكون خطيرة وتؤدي للوفاة والتي تجبره بالطبع علي معاودة أخذ المادة المخدرة بصورة متكررة.
ماهي علامات الإدمان ؟
هناك مجموعه من العلامات أو الأعراض الإفصاحية التي تشير الي إمكانية أن شخصا ما يتعاطي المخدرات أو أنه أصبح مدمنا علي المخدرات منها مثلا:

  • التغير الواضح في الشخصية ونمط الحياة مثل فقدان الشهية ونقص الوزن وكثرة الكذب والغياب المتكرر عن الدراسة أو العمل وتدني المستوي مع التكتم والسرية في علاقاته الخارجية والإنطواء والبعد عن الأهل وعدم تحمل السئولية.
  • الخروج من البيت لفترات طويلة والعودة متأخرا مع كثرة النوم و تغير مواعيده والإسراف في المصروفات وزيادة طلبه للنقود وكثرة إقتراضه الأموال من المعارف أوضياع واختفاء الأشياء من المنزل كالمجوهرات والأجهزة الكهربائية بشكل تدريجي أو إختفاء مبالغ مالية كبيرة بشكل غامض.
  • سرعة الغضب والعدوانية والشعور بالإضطهاد مع التقلبات المزاجية مثل كثرة الضحك أو الشعور بالإكتئاب مع زيادة النشاط أو الخمول بدون سبب مقنع.
  • ظهور بعض العلامات الجسدية التي قد تدل علي تعاطي المخدرات مثل وجود رائحة المخدرات في فم  وملابس الشخص وانتفاخ العيون واحمرارها وكثرة التدميع وارتشاح الأنف وكثرة العطس أو ظهور بعض الحروق علي الأنف والفم واليدين والملابس وحتي الأثاث الخاص به وكذلك آثار كثرة وخز الإبر في اليدين والقدمين وربما ظهور الدمامل فيها مع ضعف المناعة وكثرة الإصابة بالإلتهابات الرئوية واللوزتين.
    ماهي أضرار المخدرات؟
    للمخدرات أضرار كثيرة قد يعلمها الكثير من الناس لكننا نريد أن نتذكرها سويا  لنعلم مدي الأذي الناتج عن هذا البلاء حتي نبتعد عنها عن قناعة؛ ومن السهل تقسيمها كالتالي:
    – الأضرار الصحية سواء كانت مباشرة مثلما تحدثه من آثار مدمرة  للمخ  والجهاز العصبي والتي تؤدي لإضطراب الحالة العقلية والنفسية للمدمن مثل الذهان (فصام أو بارانويا) أو القلق والإكتئاب النفسي وكذلك مشاكل الجهاز التنفسي مثل كثرة النزلات والإلتهابات الرئوية أوالإلتهاب الكبدي الفيروسي وتليف الكبد أوالفشل الكلوي أومرض ضعف المناعة (الإيدز) أو حتي الوفاة من جرعة زائدة؛ أما الأضرار الصحية الغير مباشرة فأهمها حدوث الحرائق أو حوادث الطرق وماينتج عنها من كسور وعاهات وربما الوفاة.
  • الأضرار المادية والإجتماعية  سواء خسائر مادية جسيمة مباشرة وذلك بسبب الإحتياج المستمر والشديد لشراء المخدرات والتي قدي تؤدي لضياع أموال طائلة والإقلاس بالتالي اللجوء لأي وسيلة غير شريفة للحصول علي الأموال اللازمة للشراء  كالسرقة والرشوة أو بيع الممتلكات وما الي ذلك؛ أو بطريقة غير مباشرة بسبب ضياع الوظيفة او المرض والعجز وعدم القدرة علي العمل وما يتحمله الأهل والدولة من مصاريف علاج الأشخاص المدمنين. أما الأضرار الإجتماعية فهي كثيرة أهمها المشاكل الأسرية التي يتسبب فيها المدمن من خلافات ومشاجرات زوجية وطلاق  وكذلك وصمة العار التي يتسبب فيها المدمن له ولأهله وحتي للمجتمع الذي ينتمي اليه.
    كيف يمكن علاج الإدمان؟
    إن علاج الإدمان الناجح يتطلب تضافر الجهود من جانب الدولة متمثلة في وزاة الصحة لتجهييز مصحات متخصصة وكوادر مؤهله لذلك الغرض مع تعاون المريض ونيته الصادقه في العلاج ومساعدة الأهل لفريق العلاج النفسي؛ لكن يبقي الأهم وهو كيفية الوقاية من الوقوع  في  فخ الإدمان.
    كيف يمكن الوقاية من الإدمان؟
    إن الوقاية من خطر الإدمان يتطلب  تعاون أطراف أخري كثيرة مع فريق العلاج النفسي سواء كانت جهات حكومية أو هيئات أهلية مثل الأجهزة  الإعلامية والشرطه ورجال الدين وذلك لنشر الوعي الثقافي النفسي وأسلوب التربية السوية والعلاقات الإجتماعية والأسرية الصحيحة وفسح مجال للترفيه وممارسه الهوايات والرياضات المفيدة أمام الشباب مع تنمية الوعي والفهم تجاه ايجابية وفائدة العلاج النفسي قبل لجوء الشخص لأصدقاء السوء وأخذ المخدرات كوسيلة للعلاج وكذلك توضيح مدي شدة الأضرار السيئة لتعاطي هذه المخدرات وما تفعله من أذي عقلي وبدني وموت  وخراب للبيوت وما الي ذلك مع التذكير بغضب الله لعصيان اوامره  سبحانه وتعالي وخسارة المدمن لدنياه وآخرته وذلك من خلال  عمل الندوات والمحاضرات والخطب والبرامج التوعوية بالمداس والجامعات والمساجد والإذاعه والتليفزيون والصحف والمجلات حتي يتيقن الناس  عن قناعه ان ماسيخسره المدمن هو اضعافا مضاعفة لما سيكسبه إن لم يكن سيخسر كل شيء من صحة ومال وأهل وأصدقاء وعمل حتي الآخرة فهو من الأخسرين….
    فهل ننجو بأنفسنا من العدو القاتل؟؟…  بالتأكيد العاقل من يفعل ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى