صحة

استشاري الطب النفسي بمستشفى الحمادي محذراً: أخطاء التربية قد تكون بذرة المعاناة النفسية طوال العمر

 

• من البديهي ان البذرة تحتاج للأرض الصالحة للزراعة لكي تنبت وتثمر ثمارها الجيدة، وكذلك الإنسان فانه يحتاج لبيئة جيدة بدايتها الأسرة التي ينشأ ويتربي فيها منذ ولادته وحتى مرحلة البلوغ حتى يصبح إنساناً سوياً نافعاً لنفسه ولأسرته ولمجتمعه ككل وبالتالي فإن التربية الخاطئة – سواء عن جهل أو عن عمد- فإنها تؤدي بلا شك إلى نتائج شديدة الخطورة على الصحة النفسية السوية وقد تؤدي إلى حدوث اضطرابات نفسية لدى شريحة كبيرة من المجتمع لاتفيد نفسها أو أسرتها أو مجتمعها بل وتصبح مصدرأ للتعاسة وزيادة العبء على الأسرة والمجتمع ككل. ومن هنا كان لنا هذا اللقاء مع الأستاذ الدكتور عزت عبدالعظيم أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق واستشاري الطب النفسي بمستشفى الحمادي بالرياض لتوضيح أسس التربية الصحيحة والكشف عن الأخطاء التي قد يقع فيها الآباء أثناء تربية الأبناء وتوضيح الآثار النفسية السلبية والسيئة التي قد تفرزها أخطاء التربية لدى الأبناء فيما بعد كما يقدم بعض النصائح والتوجيهات في محاولة لتصحيح هذه الأخطاء لتنشئة ابناء اسوياء نفسياً بإذن الله.. وفيما يلي نص اللقاء:
* ماهي علاقة التربية بالصحة النفسية؟ وهل كل ما يحدث من اضطرابات نفسية للشخص بسبب أخطاء التربية ؟
– من البديهي أن رعاية الأسرة للأبناء وتلبية الإحتياجات البدنية والمادية والعاطفية والمعنوية والتفاعل النفسي والتوجية والتنشئة والتعليم والتربية الدينية والسلوكية والأخلاقية منذ الولادة وأثناء مرحلة الطفولة حتي مرحلة البلوغ كل ذلك سينعكس سلباً أو ايجابأ على الصحة النفسية للشخص ومدى الإستقرار أو الإضطراب النفسي للفرد باقي حياته فيما بعد، لكن التربية ليست هي فقط كل شئ في أسباب الإستقرار أو الإضطراب النفسي لدى أي إنسان لأنه في الواقع هناك عوامل أخرى كثيرة أهمها العامل الوراثي ثم يأتي بعدها عامل التربية فهما عاملان مهمان لحدوث الإضطرابات أو الأمراض النفسية، وبالطبع يأتي قبل التربية العامل الأهم وهو عامل الاستعداد الوراثي من العائلة فالجينات الوراثية تنتقل لنا من الآباء بها الصفات الشكلية وكذلك الاستعداد للإصابة بأي نوع ما من المرض بما في ذلك المرض النفسي!! ولمعرفة مدى تأثير عامل التربية ودوره في اظهار أو عدم اظهار المرض النفسي فقد تم دراسة ذلك في بعض البلاد الغربية من خلال ما يسمى بدراسات التبني للتوائم المتماثلة، والتي اظهرت حدوث التوافق المرضي بين التوائم المتبناه حيث وصل إلى 60% فقط ، وبالتالي فإن هناك 40% من التوائم لم تصب بالمرض النفسي وهذا يعود لعامل التربية الجيدة خارج اطار الأسرة البيولوجية لأنه لو كان سبب المرض هو الوراثة الجينية فقط لكن من المفترض حدوث المرض النفسي بنسبة 100% سواء تربي الطفل داخل أسرته أو خارجها !! ومن هذه الدراسات تم اثبات أن للتربية هنا لها دور هام في إحداث أو عدم إحداث المرض النفسي، وبالتالي فإن علماء النفس اهتموا بدراسات التبني وارتباطها بحدوث المرض النفسي ومحاولة تصحيح أخطاء التربية قدر المستطاع لتجنب حدوث الإضطرابات النفسية فيما بعد.
* وهل من إيضاح في تقديم بعض الأمثلة من الأخطاء أو سوء التربية؟
– من المعروف أن تربية الآباء للأبناء في عالم الحيوان هو أمر غريزي نابع من السر الإلهي أو العاطفة التي أودعها الله فيهم إلى أن يستطيع الصغير الاعتماد على نفسه ومواصلة أو تكرار دورة الحياة وتتواصل المسيرة، لكن في الجنس البشري والذي ميزه الله بالعقل والكلام والعاطفة فإن الوضع يتخطى مجرد توفير الغذاء ورعاية الأبناء بدنيا لفترة من الوقت حتى يكتمل النو والنضج البدني فقط بل يتخطاه إلى عملية أكثر أهمية وهي العملية التربوية التي تساعد في ترسيخ الجوانب الدينية والاخلاقية وغرس المبادئ والقيم والسلوكيات الطيبة الايجابية ومساعدة الأبناء في اكتمال النضج المعرفي والعقلي والعاطفي وتعليمهم أصول العلاقات الاجتماعية والانسانية السوية.
إن التربية الخاطئة تحدث من خلال الانحراف عن المسار المعتدل في التعامل والإهتمام والتواصل والتفاهم وطريقة الثواب والعقاب سواء بالزيادة أو النقصان في تلك الجوانب، ومن أمثلة ذلك قلة الحوار، وعدم التفاهم مع الأبناء وربما الجدية والصرامة مع الشدة في التعامل والتي قد تصل لحد القسوة الزائدة وربما العنف والضرب المؤذي على اتفه الأسباب كما أن كثرة اللوم والتوبيخ والاستهزاء والشتيمة والإذلال والتحقير وما إلى ذلك من هذه الأساليب التي تحط الكرامة وتحتقر قيمة الذات تؤدي لمشاكل نفسية سيئة بدءاً من الطفولة تستمر وحتى عند الكبر كما أن التفرقة في المعاملة بين الأبناء مثل تدليل بعض الأبناء وتلبية طلباتهم مقابل الشدة والصدود عن الباقين، كما أن التمييز أو التفرقة بين الذكور والإناث كما نراه في بعض الأسر وخصوصاً في المجتمعات الريفية والبدوية حيث تهتم الأسرة بالولد وتلبي طلباته أيا كانت وتهمل البنت بطريقة مذلة بل قد تعطي للولد صلاحيات كبيره للسيطرة علي اخوته البنات قد تصل لحد الامتهان والظلم والقهر لهن، ومن صور أخطاء التربية الأخرى التناقض الواضح في الأوامر والنواهي التي توجه إلى الطفل كأن يأمر الأب بشئ ما، وفي نفس الوقت تنهى عنه الأم أو قد نجد الآباء ينهون عن الأخلاق السيئة وهم يفعلونها أمام أعين الأبناء فكل ذلك يتسبب في حيرة وارتباك لدى الأطفال الناشئة ويتسبب في فقد القدوة والمثل الأعلى والذي قد يؤدي لبعض الاضطرابات النفسية والانحرافات الاخلاقية والسلوكية، كما أن التدخل الزائد في كل كبيرة وصغيرة تخص الأبناء والدكتاتورية في فرض التوجهات والسلوكيات ويقابلهم آخرين يتصفون بالاهمال الزائد أو تجاهل الأبناء والتغافل عن متابعتهم أو السكوت على الإهمال الديني أو الإنحراف الأخلاقي، أو مثلما نجد الإسراف في العطاء والمصروف والدلع الزائد وخصوصاً الإبن الوحيد كما أن قلة أو انعدام الاهتمام باحتياجات الأبناء المادية والعاطفية وما يعانونه من حرمان مادي وعاطفي يترك آثاراً نفسية سيئة عند الأبناء، كما توجد أسباب أخري تؤدي الي مشاكل تربوية عند نسبة لا يستهان بها من الأطفال منها مثلاً أن تترك بعض العائلات أبناءها للخادمات طوال الوقت بدون أي إشراف أو توجيه أو إعطاء أي نوع من المشاعر والعواطف للطفل أو أن بعض الأسر الفقيرة قد تجبر الطفل على ترك التعليم والعمل المبكر جداً، وما قد يواجهه من إنكسار نفسي مبكر بتحميله أكثر من طاقته وما يواجهه من سوء معاملة وتشتت تربوي في الشارع، ومن الجدير بالذكر أيضاً ألا ننسي مجموعة ليست قليلة من الأطفال التي تعاني من صعوبات الكلام أو التعلم أو فرط الحركة وتشتت الإنتباه أو الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة نتيجة للإعاقات البدنية أو الذهنية، وما يواجهه الأهل والأطفال غالباً من معاناة نفسية مع مشاكل وصعوبات التربية أكثر من غيرهم.
* ماهي الأسباب الرئيسية لأخطاء التربية ؟
– إن أخطاء التربية غالباً ما تكون غير متعمدة فربما تصدر عن جهل أو عدم دراية الآباء بطرق التربية السوية والصحيحة في ظل متغيرات علم النفس التربوي الحديث، فأسلوب التربية لدى معظم الناس هو نمط اجتماعي متوارث عبر الأجيال ويحكمه تقاليد وأصول المجتمع الذي تربى فيه الآباء حيث يريدون تكرار نفس اسلوب التربية التي تربوا هم عليها مع الأبناء ولكن ربما قد يتحول اسلوب التربية إلى النقيض مما تربوا عليه إذا ثبت لديهم مساوئ وأخطاء آباءهم عند تربيتهم. كما لا ننسي أن أخطاء التربيه قد يتدخل فيها الخلافات العائليه وكثرة الشجار بين الأبوين أو أحد الآباء أو كليهما خصوصاً لو كان يعاني من مرض نفسي يجعل أسلوبه في التربية غير سوي مما ينعكس سلبياً على الطفل كما أن هناك سبب مهم وهو ربما تدخل أناس آخرين غير الآباء في تربية الأبناء مثل تدخل الأجداد في تربية الأبناء كما في نظام العائلات الممتدة حيث يعيش الجميع معاً في بيت العائلة الكبير وما قد يكون له من تأثير سلبي على سلوكيات ونفسية الأطفال، وقد يكون هناك سبباً آخر هاماً جداً لنسبة كبيرة من الأطفال نتيجة لزيادة معدلات الطلاق في الوقت الحالي، وبالتالي تتم عملية تربية الطفل عند زوجة الأب أو زوج الأم أو كما في تعدد الزوجات وما قد يحدث من التفرقة في المعاملة أو الإهمال في الرعاية والمتابعة والانفاق أو ما قد نراه غالباً من سوء معاملة، وبالتالي حدوث صراعات نفسية ومعاناة عند الأطفال، ولا ننسى جانب مهمل من الأطفال لا ينتبه إليهم أحد وهم أطفال الملاجئ ودور الأيتام أو حتى في بعض البلدان قد نجدهم مشردين في الشوارع ( أطفال الشوارع ) وبلا مأوى أو عائل حيث يتلقفهم المجرمون ورجال العصابات باعتبارهم مادة خام ليتم تربيتهم على الاجرام أو التسول أو استغلالهم في كافة الأعمال المنافية للأخلاق وضد المجتمع.
* ماهي الاضطرابات النفسية المحتملة في الطفولة والتي قد تحدث نتيجة لأخطاء التربية؟
– هناك العديد من التغيرات السلوكية الغير سوية والتي قد يلاحظها أهل الطفل ويتنبهوا إليها أو حتى قد ينبههم لها الآخرون سواء من أقاربهم أو جيرانهم أو معارفهم، ونود أن نذكر فقط هذه التغيرات السلوكية بصورة مبسطة دون الدخول في تعقيدات التشخيصات المرضية، وكما هو معروف فإن للسلوك الإنساني حدود طبيعية يتراوح خلالها ولكن عندما تتجاوز هذه السلوكيات والتصرفات الحدود المقبولة زيادة أو نقصان فهذا يعني أننا أمام مشكلة أو اضطراب نفسي، ولأن الطفل غالباً لا يستطيع التعبير عن مشاعره وأحاسيسه النفسية بصورة مباشرة فإننا نجد هذه المعاناة النفسية تترجم إلى تغيرات سلوكية غير طبيعية نراها في بعض تصرفات وتعاملات الطفل مع الآخرين، ومن أمثلة هذه التغيرات التي تدل على قلق الطفل أو معاناته من الاكتئاب ما نراه في بعض هؤلاء الاطفال حيث يصبح انطوائياً فيقل تواصله وتفاعله مع باقي الأطفال أو المحيطين به عموماً مع زيادة الخوف من الآخرين وسرعة البكاء، كما يصعب عليه التحدث مع الناس فيحدث التهتهه (اللجلجه) أو التلعثم في الكلام مع صعوبة ومشاكل في الدراسة وقد ينتاب الطفل نوبات فزع وكوابيس ليلية مع تبول لا إرادي بالفراش أو الكلام والمشي أو طحن الأسنان أثناء النوم وقد نجد الطفل أصبح عدائياً عنيفاً يتشاجر كثيراً مع إخوته أو الاطفال الآخرين في المنزل أو المدرسة كما نجد ايضاً بعض الأطفال يتصفون بسوء السلوك مثل الأنانية الزائدة وحب التملك أو كثرة الكذب وسرقة الأشياء من البيت أو من زملائهم بالمدرسة.
* ماهي كيفية علاج المشاكل النفسية المترتبة على الأخطاء التربوية؟
– من المؤكد أن الأخطاء التربوية هي أحد الأسباب المهمة لحدوث المشاكل النفسية والسلوكية والتي قد يبدأ ظهورها في مرحلة الطفولة ولهذا فإن من أساسيات العلاج النفسي لإضطرابات الأطفال النفسية والسلوكية هو استقصاء الوضع الأسري والعلاقات الأسرية وظروفها من عدة جوانب، وذلك للبحث عن مكامن الخلل الأسري والأخطاء التربوية لأسرة الطفل والتي قد تكون هي أهم مصادر الصراع النفسي المؤدية لإحداث ما نراه من إضطرابات نفسية وسلوكية لدى الطفل المريض. وبالتالي فإن معرفة وتصحيح هذه الأخطاء التربوية أو إيجاد حلول للمشاكل الأسرية مفيد جداً في علاج الإضطرابات النفسية لدي هؤلاء الأطفال، كما أن لجلسات الارشاد النفسي والتقويم السلوكي الأسري دور مهم في علاج أوجه الخلل والانحراف التربوي، وكذلك أيضاً قد نحتاج لتدخل الإخصائي الإجتماعي للوقوف على الوضع الاجتماعي والأسري ومحاولة حل هذه المشاكل الإجتماعية والأسرية التي تساعد في إعادة الامور إلى وضعها الطبيعي قدر الامكان ولكن قد يحتاج الطفل لبعض العلاجات النفسية الأخرى بناء علي حالته النفسية ومدي احتياجه للعلاج النفسي والاستفادة منه، وبالتالي فإن استشارة الطبيب النفسي مهمة للغاية فهو الذي يستطيع تقييم هذه الأمور بدقة ووضع الخطة العلاجية المناسبة لأي حالة.
* وكيف يمكن التخلص من الأخطاء التربوية؟ وما هي النصائح المفيدة للأهل والآباء في هذا الصدد؟
– إن التخلص من الأخطاء التربوية ليست بالأمر السهل كما نتخيل لأنها ليست مجرد حالات فردية يمكن السيطرة عليها بسهولة ولكنها مشكلة عالمية في هذا الوقت المليء بالصراعات والمشاكل والأزمات والمتناقضات، إن علماء النفس والاجتماع يتمنون أن يصل الناس في أي مجتمع إلى درجة عالية من الوعي والثقافة لفن التربية وطرقه الصحيحة لتفادي خطر المعاناة النفسية فيما بعد من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة وحقوق الانسان ومنظمة الصحة العالمية والجمعية العالمية للطب النفسي وكل المنوط بهم في مجال الصحة النفسية للبشر على هذه الأرض من خلال استصدار قوانين دولية مع عمل برامج توعوية وارشادية في مجال تربية النشأ في محاوله لتجنيب أجيال المستقبل من المعاناة المحتملة لسوء التربية وذلك من خلال قوانين الأمومة والطفولة والرعاية الأسرية للطفل، وكذلك جمعيات حقوق الطفل التي تقوم بإلزام الأسر بتقديم الدعم المادي والمعنوي وحتى عقاب الآباء قانونياً في حال استخدام الضرب والعنف المؤذي للطفل، كما أنه زادت عملية الإشراف والمتابعة والرقابة على رعاية الأحداث وعديمي الأهل من خلال هيئات أهلية وحكومية ترعى المؤسسات والملاجيء وخصوصاً في الدول الغربية نظرا للزيادة الكبيرة في أعداد الأطفال مجهولي النسب أو زيادة الأطفال لآباء منفصلين وبدون عائل.
إن معرفة اساليب وطرق التربية الخاطئة وتصحيحها في عالمنا العربي والاسلامي يحتاج إلى تضافر جهود العديد من الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية في هذه الدول ابتداء من سن القوانين التي تحمي الطفل وتلزم برعايته وتربيته تربية صالحة سواء من خلال الأسرة أو أن تعمل الدولة على إيجاد البديل المناسب لذلك إذا لزم الأمر، وكذلك تفعيل دور وسائل الإعلام المتنوعة لتوصيل الرسائل التربوية الصحيحة للناس والتي ينادي بها علماء النفس والإجتماع وكذلك دور رجال الشريعة وكبراء وشيوخ القبائل وذوي الوجاهة والقبول في المجتمع من خلال مشاركتهم في برامج التوعية عن التربية الصحيحة.
* وفي الختام ما النصيحة التي تقدمونها في هذا المجال؟
– إن نصيحتي الهامة والأخيرة لأهلنا الكرام جميعاً في كل مكان هي أن نعلم أن ما نغرسه اليوم سنجنيه غداً فإن أحسنا الغرس فسنجني الخير والفضل وإن فعلنا غير ذلك فسنرى عاقبة ما صنعته ايدينا ولنتقي الله في أبنائنا ونحسن تربيتهم يكن ذلك خيراً لنا في الدنيا والآخرة، ومن لا يعلم أو يحسن طريقة التربية الصحيحة فليستشير ويطلب النصيحة ممن هو أعلم منه، وأخيراً نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك لكل إنسان فيما رزقه من نعمة الأبناء وينعم على الجميع بالسعادة وراحة البال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى