صحة

الفطريات عند الأطفال … الدكتور/نيبال شواقفة*

 

الفطريات تعتبر الفطريات من الكائنات الدقيقة التي تتواجد طبيعياً في مناطق مختلفة من الجسم، دون أن تتسبّب بأيّة مشاكل أو أمراضٍ صحيّة، ولكن في بعض الحالات قد تتكاثر هذه الفطريات ويتجاوز عددها الحدّ الطبيعيّ، ويؤدي ذلك إلى حدوث التهابات فطرية، ومنها فطريات الفم (بالإنجليزية: Oral Thrushh)، وهو مرض من الأمراض الشائعة عن الأطفال وخصوصاً حديثي الولادة، كما يحدث عند الأطفال الأكبر سناً والبالغين وكبار السنّ. فطريات الفم عند الأطفال تحدث فطريات الفم نتيجة لوجود ميكروبات فطريّة بالفم تُدعى بالكانديدا (بالإنجليزية) Candida Albicans، وتُعدّ هذه المشكلة من أكثر المشاكل التي يواجها الأطفال حديثي الولادة، فمعظم الأطفال يُصابون بفطريات الفم بعد أسابيع أو أشهر قليلة من الولادة، ولا تُعدّ فطريات الفم من المشاكل الصحيّة الخطيرة، ولكنّها قد تؤدّي إلى عدم ارتياح الطفل، وصعوبة في تناوله للطعام، أو تُعيق عمليّة الرضاعة إذا لم يتمّ علاجها بالشّكل المناسب.
أسباب فطريات الفم عند الأطفال كما ذُكِرَ سابقاً فإن الفطريّات تتواجد بنسبة بسيطة وبشكل طبيعيّ في الفم دون حدوث أي مشاكل صحيّة، ويعمل جهاز المناعة في الجسم، بالإضافة لوجود البكتيريا النافعة، على الحدّ من تكاثر الفطريّات، فلا تتعدّى الحد الطبيعي لها، ولكن إذا حدث خلل أو ضعف في جهاز المناعة، أو اختلّ التّوازن الحيويّ بين نسبة البكتيريا والفطريات، قد يؤدّي ذلك لتكاثر الفطريّات بشكل غير مسيطر عليه، والإصابة بالتهاب فطري، ولذلك فإن الأسباب التي تؤدّي لحدوث فطريات الفم ما يأتي: عند الأطفال حديثي الولادة، والسبب الرئيس للإصابة بفطريات الفم هو عدم اكتمال نمو جهاز المناعة لديهم، فلا يستطيع مقاومة النمو غير الطبيعيّ لهذه الفطريات. من الأسباب الأخرى التي قد تُساهم في إصابة الأطفال بفطريات الفم تناولهم للمُضادّات الحيوية القويّة مدّة طويلة من الزمن، فالمُضادّات الحيوية تعمل على قتل البكتيريا الضارة والنافعة منها، ممّا يحدث خلل في توازن النِّسَب بين البكتيريا والفطريات، ويُتيح المجال للفطريات بالنّمو والإصابة المرض. قد تنتقل الفطريات إلى الطفل من الأم وذلك بعدّة طرق، من أبرزها: إصابة الأم بالتهاب فطري مهبليّ فتنتقل الفطريات للطفل أثناء الولادة، أو إصابتها بالتهاب فطريّ على الحلمة فتنتقل للطفل أثناء الرضاعة الطبيعية، وفي نفس الوقت، فإن إصابة الطفل الرّضيع بفطريات الفم قد ينقل العدوى للأم أثناء الرضاعة، ويتسبّب بإصابتها بالتهاب فطريّ على الحَلمة. الأطفال الذين يستخدمون زجاجة الحليب للرضاعة يكونون أكثر عرضة للإصابة بفطريات الفم، ويرجع ذلك إلى أنّ فم الطفل يتأثّر أثناء رضاعته المُطوّلة، ممّا يعني بأنّ اللَّهَايات أيضاً يمكن أن تُسبّب فطريات الفم، وخاصة إذا بقيت في فم الطفل مدّة طويلة من الوقت أو بقيت في فمه وهو نائم.
أعراض الإصابة بفطريات الفم من العلامات والأعراض التي تشير لوجود فطريات الفم ما يأتي: ظهور بقع أو آفات بيضاء خشنة الملمس داخل تجويف الفم، وعلى اللسان، وعلى أطراف الخدين، وأيضاً على سقف الفم والبلعوم، وقد يظهر أسفلها أنسجة حمراء قابلة للنّزف بسهولة، وتزداد هذه التقرّحات عدداً وحجماً مع الوقت. قد يظهر على الطفل عدم الارتياح والانزعاج، وخصوصاً عند الرضاعة أو تناول الطعام، لما يجده من صعوبة أثناء محاولته للرّضاعة والحصول على الحليب. قد يعتقد الوالدين أن البقع البيضاء داخل الفم ما هي إلا بقايا للحليب، ولكن هذه البقع الفطريّة لا تزول بسهولة مع الغسل أو الفرك، وتكون مُحاطه باللون الأحمر، وقد تظهر على شكل تقرّحات. قد يصاحب فطريات الفم الشّعور بالألم، كما قد يُسبّب تشقُّقاً في زوايا الفم وصعوبة فتحه. قد تؤدي فطريات الفم إلى فقدان حاسة التذوّق، أو مواجهة صعوبة في بلع الطّعام. الوقاية من فطريات الفم عند الأطفال من الإجراءات الوقائية التي تساعد على حماية الأطفال من الإصابة بفطريات الفم ما يأتي: من الصعب منع انتقال الفطريات من المهبل إلى الجنين أثناء الولادة، فالفطريات تتواجد بشكل طبيعيّ في منطقة المهبل، ولكن يجب على الأم الحامل مراجعة الطبيب إذا لاحظت وجود إفرازات مهبليّة بيضاء تشبه الجبن، أو عانت من وجود حكّة أو حرقة مهبليّة، فهذه الأمور تعتبر مؤشّراً على وجود التهاب فطريّ يمكن علاجه قبل عملية الولادة.
على الأم المرضع استشارة الطبيب إذا لاحظت وجود إفرازات غير طبيعية من الحلمة يصاحبه شعور بالألم، فقد يكون هذا مؤشر لوجود التهاب فطري، وقد ينتقل للطفل أثناء الرضاعة. أن تحاول الأم تعريض الحلمة للهواء الجاف بين جلسات الرضاعة لمنع حدوث التهاب عليها. تجنّب الاستخدام المفرط وغير الضروري للمضادات الحيوية عند الأطفال. يمكن الوقاية من ظهور فطريات الفم عند الأطفال من خلال تنظيف وتعقيم حَلَمات الرضّاعة واللَّهَاية في حال استخدامهم بشكل مستمرّ. يُفضّل الاحتفاظ بالحليب الصناعيّ في الثلاجة لضمان قتل الفطريات. يجب تنظيف جميع الألعاب أو الأشياء التي يقوم الطفل بوضعها في فمه. علاج فطريات الفم عند الأطفال الجدير بالذكر أن العديد من حالات الإصابة بفطريات الفم عند حديثي الولادة قد لا تحتاج إلى علاج، فهي تختفي من تلقاء نفسها خلال أسبوعين، ويجب على الوالدين مراقبة التطوّر في البقع والتقرّحات خلال هذه الفترة، ولكن إذا لوحظ على الطفل الشعور بالألم وعدم الارتياح وصعوبة في تناول الطعام أو الرضاعة، يجب مراجعة الطبيب لتأكيد الحالة، وإعطائهم النصائح المناسبة. وقد يكون العلاج باستخدام دواء مُضادّ للفطريات على شكل نقاط، أو جِلّ يتمّ وضعة ونشره داخل الفم بالكامل، وليس فقط على اللسان، ويُستخدم عدة مرات في اليوم مدّة عشرة أيام، ولا يجوز إعطاؤه للطفل عن طريق الحليب، وإنما يوضع بعد جلسة الرضاعة أو تناول الطعام. وإذا كان الطفل يعتمد على الرضاعة الطبيعية، يجب دهن الحلمة بالدواء أيضاً لمنع إعادة انتقال المرض للطفل مرّة أخرى .
​ __________________ *استشاري الأطفال بمستشفى الحمادي بالرياض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى