رحلة بين ضفاف الكلمات … محمد بن صالح النعيم *

الفكرية والنقدية للدكتور ربيع عبد العزيز

تصفحت أبحاث ومؤلفات الناقد الكبير الأستاذ الدكتور ربيع عبد العزيز فوجدت نفسي مقيداً أسيراً في القراءة والتصفح لما تحويه من موضوعات أدبية ونقدية فيها من الشمولية والتنوع ما يجعل القارئ منغمساًبين موضوعاتها، وشدتني بعض مقدماتكتبه التي قادتني إلى الإبحار بين الموضوعات، فوجدت خلالها معلومات زاخرة اعطتني دافعاً مشجعاً، فبدأت القراءة والانتقاء والتدوين من بين سطور وصفحات المجلدات، وأهنئ الحاصلين على رسائل الماجستير والدكتوراه الذين ناقشوا رسائلهم من خلال تلك المؤلفات الزاخرة، ولا شك أن هذا دافع قوي يساعد في تشجيع أصحاب البحوث الأدبية والنقدية مستقبلاً. 

أولاً: 

أبدأ مشار سطور كلماتي البسيطة، وذلك بفضل الله الذي شرفني مع اجتهاد المقل تدوين نقاطي خلال هذه السطور كما يلي: • وجدت في مقدمة كتاب الدكتور ربيع عبد العزيز عن الشعر المعاصر في عسير “الموضوع والفن” إنصاف المخلصين للشعر العسيري تيارين متمايزين، منها تيار يتخذ من عروض الخليل شكله الفني وزناً وتقفيةً، كما في ديوان: “ للإسلام تغريدي” للدكتور مطلق شايع، وديوان: “هذا أنا” للشاعر عبد الله محمد الزمزمي، وقد عبر الشاعران عن تجربتهما تعبيراً شعرياً سلساً ممتعاً فيهما من الإيقاع الجميل. وثمة تيار آخر يزاوج بي الشكلين: الخليلي والتفعيلي، كما نرى عند علي آل عمر عسيري في ديوانه قصائد غاضبة فهو في قصيدة امتداد الشوك يلتزم بعروض الخليل وزناً وتقفية. أما في قصيدة يدك اليسرى فقد صاغ تجربته الشعرية من خلال الشكل التفعيلي مؤكداً أن صياغة الأبيات الشعرية الرصينة هي التي تختار شكلها الفني. • عبر شعراء عسير عن هيامهم بالجمال الأنثوي، وكانوا في ضعفهم أمام المرأة وشقائهم بصدودها، متخلقين بأخلاق الفرسان العرب الذين يهزمون بسيوفهم    صناديد الرجال الأشاوس، وتهزمهم المرأة بعيونها. دون الخوض في مفاتنها بل جل أوصافهم وغزلهم عن المرأة عفيفاً منسجماً مع الطابع الإسلامي المحافظ بالقيم المجتمعية• وتجمع صور شعراء عسير بين عناصر الطبيعة صامتة وناطقة، سماوية وأرضية،كما تجمع بين التشبيهات القريبة القائمة على مدركات حسية بسيطة، هذا إلى عناقيد من الصور والتشبيهات الجميلة..وخاصة في شعر التفعيلة.. تتأبى على أن توصف بمصطلحات البلاغة العربية القديمة، ولم أحرص أن أتي بشواهد شعرية فالشعراء كثر وأمثلتهم كثيرة يأخذ مني صفحات لذا خشيت الاطالة

******************

ثانياً: 

مختصرات من بين ثنايا كتاب الدكتور ربيع عبد العزيز عن الدكتور “محمد مندور ونقد الشعر” نتائج وتلخيص: 

تطرق بشيء من التفصيل في الصفحات الأولى من الكتاب عن “محمد مندور وجهوده في نقد الشعر العربي، فبدأ بالحديث عن الدوافع والصعوبات التي واجهته  في الكتابة، ولم تثنيه تلك الصعوبات التي كان لها بفضل الله ثم بفضل توجيه أساتذته الاجلاء إلى إعداد اطروحاته لاسيما بعد أن قرأ مقالات الدكتور جابر عصفور “عن نقد الشعر عند مندور” مما سهل عليه بعد عناء البحث والتقصي لبد الكتابة، فقسم الدكتور دراسته إلى ثلاث أبواب، وكل باب يتفرع منه فصول نتطرق إلى أبوابها وفصولها على شكل نقاط وباختصار شديد كما يلي: • رأى الدكتور ربيع أن يقسم دراسته في هذا البحث إلى ثلاث أبواب عدا المقدمة والخاتمة فجاء الباب الأول بعنوان “ميراثنا النقدي وموقف مندور منه”، ثم قسمه إلى فصلين

1ــ الفصل الأول: “أهم قضايا النقد العربي القديم”. 

2ــ الفصل الثاني: “موقف مندور منقضايا النقد العربي القديم”.• جاء الباب الثاني بعنوان: “موقف مندور من مناهج المحدثين في نقد الشعر”. وقسمه إلى أربعة فصول:

1ــ الفصل الأول بعنوان: “المنهج الذوقي.

2ــ الفصل الثاني باسم: “المنهج التاريخي”.

3ــ الفصل الثالث بعنوان: “المنهج النفسي”.

4ــ الفصل الرابع جاء بعنوان: “المنهج الأيديولوجي”.• الباب الثالث أسماه الدكتور ربيع بعنوان: “جهود مندور في نقد الشعر العربي الحديث”، وقسم هذا الباب إلى فصلين:

الفصل الأول: بعنوان: “النقد النظري”. 

الفصل الثاني: جاء بعنوان: “النقد التطبيقي”.   

ثم تعقب نشأته منذ أن ولد في كفر مندور بالشرقية، حيث تلقى دروسه الأولى في “كتاب الشيخ عطوة” وبعدها في مدرسة الألفي الابتدائية بمنيا القمح، وبعدها أكمل تعليمه في ثانوية طنطا، وأشار الأستاذ السباعي بيومي على مندور حينما كان طالبا عنده، وتوسم في توجهاته المستقبلية أن يقرأ كتاب الكامل للمبرد، كما أشار الدكتور ربيع عن علاقة مندور بأستاذيه “طه حسين وأحمد أمين” كما عرض لدور مندور في الحياة الصحفية والبرلمانية في مصر، وكفاحه من أجل مصر والمصريين، كما أشار الدكتور ربيع كيف كان مندور يتصدى لنقد الشوامخ أمثال: محمود تيمور، وطه حسين، وتوفيق الحكيم، وعباس محمود العقاد وغيرهم، ولا ينكر فضل معظمهم عليه كما أشارت دراسة الدكتور ربيع كيف كان مندور يدافع عن شعراء المهجر لأنهم شعراء انسانيون يهزون القلوب، ويحركون النفوس والمشاعر بشعرهم الخطابي المؤثر لمعاناة الغربة والبعد عن الوطن، 

ونتائج الدراسة على ضوء رحلة الدكتور ربيع عبد العزيز في الموضوعات السابقة التي تحدث فيها عن “محمد مندور.. ونقد الشعر” زاخرة بتفاصيل نتائج أبحاثه بنقاطها العشر. ترددت في مواصلة الكتابة والاطالة في الكتابة لكني فضلت انتقاء نقاط محددة درئاً للإطالة لأني أدركت أن قلمي ينساق في الكتابة لتنوع ما تحتويه النقاط العشرة من معلومات فكرية زاخرة رغم رغبتي في المزيد من التدوين.

والخوض في هذا المجال يطول والقلم ينساب دون ملل أو أخشى أن يجف حبره في تدوين مزيد من المعلومات الزاخرة، وليس من حقي الاطالة والخوض في التفاصيل، وإنما قصدت الإشارة والاختصار من أجل المشاركة في هذا الاحتفاء المبارك. 

*****************

ثالثا: 

نأتي إلى كتاب الدكتور ربيع عبد العزيز بعنوان (المبالغة في شعر أبي الطيب المتنبي) وقد أوجزت من بين ثنايا الكتاب مختصرات عبر كلمات محددة في سطور، ونقاط. في البداية أجد الدكتور ربيع عبد العزيز تحدث بإنصاف حول آراء النقاد وبالذات ما يراه في شعر أبي الطيب أنها تعد جزءا من تمام شخصيته الإبداعية، ومسباراً لإحساسه بالذات وإحساسه بالآخرين، فلا انفصام بينه وبين مبالغاته شريطة عدم الخلط بين الدين والشعر، فإن الشعر ليس بالضرورة دليلا على صحة أو فساد عقيدة الشاعر. 

وحول مبالغات أبي الطيب تفرقت كلمة النقاد يستدلون ببعض المبالغات على ضعف عقيدته مع أن الله سبحانه وتعالى التمس الأعذار للشعراء بما يقولون، ودون الخوض بالتفاصيل التزم الدكتور ربيع في كتابه عن أبي الطيب إلى مقدمة ومبحثين وخاتمة ففي المبحث الأول أفرده لمفهوم المبالغة لغة واصطلاحاً، وأما المبحث الثاني فقد أفرده لدراسة المبالغة في شعر أبي الطيب، وقسمه إلى سبعة محاور نذكرها باختصار على شكل نقاط: 

المحور الأول: المبالغة في الفخر 

المحور الثاني: المبالغة في المدح 

المحور الثالث: المبالغة في الهجاء 

المحور الرابع: المبالغة في الوصف 

المحور الخامس: المبالغة في الغزل 

المحور السادس: المبالغة في الرثاء 

المحور السابع: عن دلالة المبالغة على عقيدة أبي الطيب. 

وفي المحور السابع عرض الدكتور ربيع بإيجاز عدد من الشواهد التي رأى فيها عدد من النقاد دليلا على فساد عقيدة أبي الطيب، ثم فند أكثر أدلتهم تعويلا على قرائن لفظية مثل: ” كاد ، لو ، لولا ، قد ، كأن ” إلى غيرها من القرائن التي لا تخلو منها أكثر شواهد في الغلو دون عرض الابيات التي تحوي هذه الألفاظ

راعي اثنينية النعيم الثقافية في الأحساء *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى