رأي

لا تخبرني … سلوى العضيدان

يقول نجيب محفوظ: “لا تخبروني بمن لا يحبني ﻭلا تخبروني بمن حكى عني، اتركوني كما أنا ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﺃﻇﻦ بأن ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ يحبني!”.

حين يمتد بك العمر ستكتشف أنك أضعت الكثير من أوقاتك في سماع القيل والقال والإصغاء كثيرا لصانعي النميمة، وستدرك أن تلك الأوقات المهدرة من الصعب تعويضها، خصوصا إذا كانت ضريبتها خسارتك لبعض أحبابك..!

من يحبك بصدق لن يكون سببا في تعاستك من خلال نقله الأخبار “الشينة” لك، أو إخبارك ماذا يقول فلان وعلان عنك، لأن غالبية هذه الأخبار سيئة “ونكدية” وفيها قدح وتقليل من شأنك ووصفك بصفات قبيحة، وطبعا صانع النميمة لن يقصر في زيادة البهارات على نميمته وكأنك “ناقص” هم وغم، وسيبرر نقله الكلام لك بشدة حرصه عليك، وأنه لا يرغب أن “يستغفلك” من حولك، لكن الحقيقة التي ستكتشفها فيما بعد أنه كان أحد أبرز المشاركين ببراعة في عملية صنع النميمة، ولذلك كان صناع النميمة مرتاحين أثناء حوارهم عنك بوجوده، فصناع النميمة لا يتلذذون بنهش لحوم الآخرين بحضور من يحمل صداقة حقيقية لضحاياهم.

– لا تكن من أولئك الأشخاص “اللي يطيرون بالعجة” ويصدقون كل ما ينقل إليهم، فليس كل ما يصلك من صانع النميمة صحيحا بل لعلي لا أبالغ إن قلت إن أغلبه هراء وتضخيم للأقاويل ورغبة في نشر الكراهية..!

– لا تنصت لصانع نميمة أبدا مهما كانت تبريراته بحرصه وخوفه عليك، فمن تهمه مصلحتك ويحيطك بحبه الحقيقي فسيسعى إلى أن يزيل غبش الرؤية عن عينيك وينبهك إلى ما يدور حولك بألف أسلوب وأسلوب وألف طريقة وطريقة غير النميمة والإفساد بينك وبين الآخرين.

– من أبشع أنواع النميمة أن يسعى صانع نميمة إلى الإفساد بين زوجين بحجة تحذير أحدهما عما يدور خلفه في الخفاء، فيهمس له أن شريكه يخونه، أو له علاقات خاصة سرية، أو ينوي تأسيس حياة جديدة، ولنفترض جدلا أن ذلك كان حقيقة، فما هي “الغنيمة” التي سيجنيها صانع النميمة حين يفسد بين زوجين سوى الخراب والطلاق وهدم كيان الأسرة وتشتيت الأبناء، وأظن مثل هذا النوع يستحق محاكمة عاجلة..!

– حين تكون هدفا لصانع نميمة، فاعلم أنك شخص ناجح ورائع ولا تسير على خط الخدمة في الحياة، ولذلك أنت تثير غيرته وحقده فيجعلك هدفا لسهامه..!

لا تنصت لصانع نميمة أبدا “فمن حكى لك حكى فيك”!

 الاقتصادية / الثلاثاء 25 ديسمبر 2018

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى