صحة

مسكنات الألم سلاح ذو حدين … د.فواز حوزاني*

من منا لم يصب يوما بالصداع او الم الاسنان او اي نوع من الالام فبادر مباشرة الى تناول احد الادوية المسكنة التي تتوفر في متناول الايدي و في كل بيت. و لكن هل تعلم ان هده المسكنات التي تتناولها بكل سهولة دون النظر الى عواقبها و تاثيراتها هي في الحقيقة سلاح دو حدين تسكن الالم من جهة و لكن قد تسبب لا قدر الله آثار جانبية قد تكون خطيرة عند بعض المرضى عافانا الله و اياكم منها.
في مجتمنا و للاسف من الشائع استخدام مسكنات الالام ومضادات الالتهاب بشكل عشوائي مما يدعو إلى القلق و ضرورة اتخاد الاجراءات اللازمة للحد من هده الممارسات الخاطئة.
و هدا غير ممكن حدوثه في دول العالم المتقدمة حيث لا يستطيع المريض الحصول على مثل هذه العلاجات إلا عن طريق وصفات طبية من الطبيب المختص و لمدة محددة فقط و بجرعة مناسبة حسب حالة المريض و الامراض المزمنة و حسب الادوية الاخرى التي يتناولها المريض حتى لا يحدث تعارض او تتداخل دوائي وكذلك لتجنب المخاطر والآثار الجانبية الناجمة عن مثل هذه الأدوية، و يقوم الطبيب بالتنسيق مع مريضه باختيار الطريقة المناسبة لعلاج الآلام بشكل علمي طبي مناسب و يعتبر الطبيب هو الشخص الوحيد المخول بعلاج الالم الحادة أو المزمنة و السيطرة عليها و هناك عيادات متخصصة لعلاج الالام المزمنة في بعض المشافي.
من ناحية أخرى قد يتهاون المريض في علاج بعض الالام المزمنة حيث يكون قد تعود عليها دون محاولة اللجوء للطبيب لتحديد سبب هده الالام و هدا قد يؤدي الى مضاعفات كبيرة و خطيرة ، حيث من الممكن أن تكون الآلام الصدرية او البطنية المتكررة او المزمنة مثلًا ناتجة عن أسباب خطيرة قد يستهين بها المريض دون أن يراجع الطبيب . و كثيرا ما نرى مثل هده الحالات و للاسف في عياداتنا .
ما يحدث عندنا هو أن المريض يتردد على مختلف الصيدليات في حيه لشراء أي نوع من المسكنات التي تساعده في السيطرة على ألمه دون وصفة طبية و لكن بعد دلك قد يكتشف الطبيب أسباب أخرى خطيرة وراء هده الالام كان من الممكن علاجها بشكل ناجع ان تم اكتشاف السبب في مرحلة مبكرة.
بشكل عام توجد مخاطر كثيرة و تأثيرات جانبية لتناول المسكنات بدون وصفات طبية من الطبيب المختص و من هده المخاطر حدوث نزيف في المعدة أو أي مكان من الجاز الهضمي و حدوث التقرحات الهضمية و قد تتأثر وظائف الكلى و يحدث الفشل الكلوي لا قدر الله أو يحدث الفشل الكبدي و تزداد خطورة الجلطات الدماغية والقلبية
و مع استعمال المسكنات لفترة يمكن ان يحدث ارتفاع الضغط الشرياني و بعض المرضى قد تحدث لديهم نوبة ربو شديدة بعد تناول قرض من المسكن .
قد يؤدي تناول هده الادوية الى مراجعة المريض للمستشفيات بشكل متكرر و خاصة أقسام الطوارىء و لدلك يجب الانتباه كثيرا و خاصة عند كبار السن وبوجود امراض مزمنة مرافقة
من الامثلة المعروفة و الشائعة دواء الباراسيتامول حيث يعتبر الكثيرين أنه دواء سليم و بسيط و يستعمله الجميع دون الانتباه انه قد يسبب في بعض الحالات مشاكل في الكبد و يرفع الانزيمات خاصة استعماله بجرعات عالية و لفترات طويلة.
ان بعض المسكنات الحديثة التي انتشرت هده الايام و كثر استعمالها بسبب ما أشيع عنها بانها أمنة على الجهاز الهضمي و الضغط و الكلى لكنها تبقى ادوية ذات مستوى عال من الخطورة وينطبق عليها نفس المخاطر، وقد تم سحب بعضها من الصيدليات بسبب ارتباطها بحدوث بعض المضاعفات القلبية والوعائية و لدلك يجب الحدر و الرجوع للطبيب و اخد رأيه .
و هناك طرق علاجية مختفة لعلاج الالام المزمنة تساعد المريض و تقلل اعتماده على الادوية المسكنة مثل العلاج الفزيائي والطبيعي بإشراف الأخصائيين المدربين في هذا المجال..
و اخيرا اقول انه من الضروري دائما أن يراجع المريض طبيبه المعالج عند وجود أي نوع من الالام في الجسم و أن لا يتهاون أبدا” و يتأخر في تشخيص حالته حتى لا تحدث مضاغفات للمرض و يجب ان نعلم ان تناول المسكنات بشكل متكرر دون تقييم طبي مناسب ووصفة طبية مناسبة قد يكون له مضاعفات خطيرة.

*أخصائي الأمراض الباطنية، ورئيس قسم الإسعاف والطوارئ بمستشفى الحمادي بالرياض-العليا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى