رأي

الممنوع نفسيا … مها النصار*


•ربما یستثقل الكثیر منا كلمة ممنوع ، ولكن في ھذا الموضوع سیكون الممنوع
مرغوب وممدوح ومطلوب ، وربما تكون عبارة (الممنوع نفسیا) غیر مألوفة لدى
البعض ولكنھا كفیلة بتحقیق توازنك في ھذه الحیاة ، فكل شخص منا یتصرف وفقا
لتكوین نفسھ ، فھو المسؤل الوحید عن حالتھ النفسیة ، وما نلاحظھ حولنا من
شخصیات متشائمة وسلبیة یعیشون بین تخبط وفوضى ، خلقوا معارك حیاتیة
داخلھم ،إن ھذا المتشائم السلبي یحرص أن ینقل صراعھ الداخلي المتھالك إلى
الخارج ، وتحدیدا إلیك ،لأنھ لاینظر إلى نعمھ ولكنھ ینظر إلى نعم الآخرین ولا
یعرف نیتھ ولكنھ یحرص على نوایا الآخرین ،ونشیط جدا في تصدیر طاقتھ السلبیة
فلا تقبل أنت أن تستوردھا ، إن حمایة جھازك المناعي بیدك لا بیده، وأنت لست
المعني بإصلاح فوضى الغیر ولیس ذنبك إحباطھم ولیس دورك انتشالھم ، وتأكد
أنك لست الملوم عن مناخ القلق والتوتر المھیمن على ملامحھم ،فكیف تقبل أن
تكون في وجھ مدفع السلبیة؟ وكیف ترضى أن یكون صدرك حائط المبكى للشكوى
والتذمر ،إن ھذا الأمر ممنوع نفسیا ومحرم علیك ظلم نفسك بھم ، احذر أن تقع
فریسة بین أنیابھم ستحترق بنیرانھم ، تجنبھم وإن كان ولا بد من وجودھم فعلیك
بالولوج إلى مدینة (الھدوء الداخلي)عبر بوابة السلام فممنوع أن تفتح لھم باب
(علیكم أنفسكم) فإن أحكمت قبضتك وأوصدت منافذك فانطلق في الحیاة وكل شيء
اقبلھ ماعدا القرب منھم تذكر ممنوع نفسیا ، اقبل بكل ما حولك اقبل بالأخطاء
بالعثرات بالفشل بالعقبات اقبلھا لأنھا رغم أنفك موجودة ،وعملیة الرفض ستقتلك
أنت لأن الاقتتال في رفضھا استماتة لروحك ،وارفع رایة القبول ومن ثم تحكم
بالأحوال إما بتجاھلھا لأن الزمن كفیل بإصلاحھا أو تغیرھا إن كنت محظوظا ، أو
تتعایش معھا ، إنھا كعقارب الساعة ستمر علیك لامحالة ،ارض بكل حال واعمل
على كل حال لتحظى بالتوازن الداخلي وھذا كفیل براحة البال فالرضا بالقدر عبادة .

*Mh.ipru@hasaedu.info

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. سلمت يمينك اختنا الحبيبة وصح لسانك فما ذكرته في مقالك هو عين العقل والعديد ممن حولنا في المجتمع بحاجة فعلاً لهذه النصيحة .. جزاك الله خيراً

  2. سلمت أناملك ودام لنا هذا العقل المنير 🌹 فمع مرور الأيام نزداد منك نهلاً في جمال الأسلوب ووعي التفكير وتلمس الواقع وعلاجه وطرق التكيف معه
    دمت لنا نهراً منهالاً🌹🌹

زر الذهاب إلى الأعلى