“إثراء” يُسدل الستار عن أكبر قمة رقمية في المنطقة للاتزان الرقمي
– 7 % من نساء العالم لا يملكن هواتف ذكية مقارنة مع الرجال
– تأكيدات على أهمية إعادة بلورة علاقتنا مع التقنية والتحكم بها
– دعوات لتشريع قوانين تضبط العالم الرقمي أخلاقيًا
– التأكيد على أهمية خلق فضاء إلكتروني آمن للأطفال والمراهقين
الظهران –
أسدل مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”، مساء أمس الستار عن أكبر قمة رقمية في المنطقة والتي جاءت على مدى يومين خلال الفترة (29-30 مارس2022م) في مقر المركز بالظهران، وشهدت مشاركة قادة الفكر في قطاعات التقنية والمؤثرين الثقافيين من أكثر من 20 دولة حول العالم، وناقشت السُبل التي تؤدي لزيادة الوعي حول آثار انتشار التقنية وابتكار أفكار جديدة لحماية مستخدمي الإنترنت حول العالم، وذلك تحت شعار”سعيًا وراء الحقيقة الرقمية”، وأبرزت القمة خلال جلساتها الحوارية أهم الممارسات المُثلى للاتزان الرقمي، وعرضت أحدث الأبحاث في هذا المجال، في سعي نحو إحداث حراك رقمي يدعو لإيجاد علاقة متوازنة مع التقنية.
الشمول الرقمي
كشفت المندوبة الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى منظمة “اليونسكو”، سمو الأميرة هيفاء آل مقرن، عن دراسات حديثة تدور حول ماهية التقنية وثورتها وكل ما يعتريها من قضايا تؤثر بصورة مباشرة وغير مباشرة على الأفراد والمجتمعات، قائلة “أن 7% من النساء في العالم لا يملكن هواتف ذكية مقارنة مع الرجال”، مستعرضة في الوقت ذاته خلال كلمتها التي تم بثها مرئيًا خلال الجلسات الحوارية، بأن 15٪ من النساء لا يمتلكن خدمة الإنترنت في هواتفهن مقارنة مع الرجال، في حين أبانت سموها، أن 243 بليون امرأة في العالم ليس لديهن صلاحيات لاستخدام المنصات وخدمات الإنترنت المتنوعة، كما بينت من خلال الدراسات أن 2,9 بليون شخص ليس لديهم قدرات على التعامل مع التقنيات التكنولوجية، أي أن ثلث سكان العالم غير قادرين على امتلاك خدمات تقنية، في حين أن 86٪ من سكان العالم يستحوذون على تقنيات عدة لمواكبة شؤون حياتهم”.
واعتبرت سموها أن الإحصاءات تؤكد وجود فجوة لابد من سدها، لكونها تسببت في إحداث خلل في حق التعليم لدى الباحثين عنه، مبينة “خلال جائحة كورونا أدركنا بأنها أثرت على التعليم بكافّة أبعاده، وانعكس ذلك على 1.5 مليار طالب حول العالم، لاسيما الطلبة غير القادرين على الحصول على وسائل التعليم عن بعد”، منوهة إلى دور التعليم من أجل ضمان مستقبل أكثر أمان واستدامة، وذلك في ظل تحمّل الجميع مسؤولية توفيره؛ لاعتباره القوة والدافع الرئيسي لضمان مستقبل الأجيال، مشددة على أهمية توحيد الجهود بين الحكومات والأفراد ومؤسسات المجتمع وبناء جسور التواصل؛ لسد الفجوة الرقمية وتقريب الرؤية داخلها؛ مما يستحثّ انتهاج مبدأ منظم بصورة تكاملية.
قوانين لضبط العالم الرقمي
وأوضح روس فاريلي، مدير علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، IBM خلال الجلسة الحوارية “اتجاهات التقنية وتطبيقاتها في الاتزان الرقمي” أن القطاع الرقمي يعاني من قلة شفافية الشركات ذات الاختصاص فيما يخص مشاركة معلومات المستخدمين للإنترنت، وقال: “لا نعرف كيف يتم استخدام معلومات الأفراد وهل يتم بيعها أو هناك سوء في عملية استخدامها، لذا لابد من تشريع قوانين تخص أخلاقيات العالم الرقمي أسوة بغيره من القطاعات، ناهيك أن تكون البيانات متبادلة ويمكن الاستفادة منها والتي يستند عليها الإطار العام للإعلانات وغيرها في سبيل جذب المستخدم”.
مشيرًا إلى أهمية أن يتحكم الفرد بالتقنية ويسيرها نحو مصلحته ونجاحه وتجاه ما يخدمه، لا أن تتحكم هي به، مع ضرورة تعزيز الجانب الايجابي للتقنية بجميع أدواتها المتغيرة والمتطورة عامًا بعد عام.
بدوره أكد محمد جودت، كبير مسؤولي الأعمال السابق لجوجل إكس، أهمية أن يأخذ التصفح للإنترنت منحى واعي لا أن يأخذ طابع التصفح العشوائي، وأن تصبح الساعات التي يقضيها الفرد في العالم الرقمي أكثر فائدة وجدوى، لافتًا إلى أحد أكثر مساوئ الذكاء الاصطناعي التي تندرج تحت بيع المعلومات والمتاجرة فيها والتجسس، مشددًا على أهمية السعي نحو تغيير تفكير الأفراد تجاه التقنية وطرق التعاطي معها، ووقف اللهث وراء اقتناء أحدث الأجهزة لمجرد أن الشركات تعلن عنها باستمرار عبر الوسائل الرقمية.
فيما استعرض مارك بيرنايز راندولفالمؤسس المشارك لنتفليكس، تجربته في الاستفادة من التغيير التقني لخلق نماذج لعمالقة التقنية في وقتنا الحاضر، معرجًا على أبرز مقاييس النجاح للشركات الناشئة بالنسبة لقدرتهم على جمع رأس المال وكيف ستبدو الشركة الناشئة المسؤولة اجتماعيًا.
إنشاء فضاء إلكتروني آمن للأطفال والمراهقين
كما ناقشت إحدى الجلسات الحوارية بعض أفضل الممارسات لخلق فضاء إلكتروني آمن للشباب، والدور الذي يمكن للتقنية أن تساهم فيه، وما المطلوب من الجهات التشريعية والشركات حين لا تكون التقنية هي الحل.؟ م
فيما تناولت الجلسات الأخرى كيف تعمل التقنيات الرقمية على تغيير الطريقة التي نروي بها القصص وكيف يؤثر التضليل الإعلامي على جودة الحياة، خصوصا عند معرفة أن 68% من مستخدمي وسائل التواصل عالميًا يستخدمونها لمتابعة آخر الأخبار، كما كشفت عن الدور الذي تلعبه الألعاب الرقمية في حياتنا، وكيفية الاستفادة منها لتقديم فوائد معرفية واجتماعية.
جدير بالذكر أن “سينك” هو مبادرة للاتزان الرقمي أطلقها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، بهدف خلق عالم نتحكم فيه جميعًا بحياتنا الرقمية. ويسترشد البرنامج ببحوث مكثفة – يتم إجراؤها بالتعاون مع مؤسسات بحثية عالمية – لفهم مضاعفات فرط استخدام التقنية وتأثيرها على حياتنا، والاستفادة من المعرفة التي نكتسبها لتطوير حملات توعية وأدوات وتجارب ومحتوى تعليمي وبرامج تهدف إلى زيادة الوعي العالمي فيما يخص هذا الموضوع