قلق الاطفال .. الى أين ؟ … ولاء بنت متعب الحربي *

• تطلعا إلى طفولة صحيحة نفسيا متوجة بتعاليم ديننا الحنيف،بمسارات التعامل النقي من الإحسان التعاملي لطالما ارتقت الأمم بنهضة شعوبها يسعى ديننا الى الاحسان في الرعاية وحسن المعاملة حيث استوصى بالاطفال ورعايتهم والرفق بهم، فوصى قائد الغر المحجلين النبي محمد صلى الله عليه وسلم ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) فالرفق والرحمة صفتان نادى بهم الاسلام وسيد الأولين و الآخرين بعدم الاهمال والتقصير بهم ايضاً.

وبمشاهده نسب قلق الاطفال في المجتمعات وارتفاعها المخيف إذ أن القلق عملية طبيعية وجزاً لا يتجزأ من حياتهم ولكن من المُر المرير بأن ينشأ بسبب العنف الاسري الموجه لهم وبكل صوره وأشكاله كالأيذاء البدني وذلك بإلحاق الجسد بالحرق او الضرب اذا يلازمه الايذاء النفسي وهو اخطر مما سبقه حيث يكمن بالتهديد والتخويف وغيرها من الأنماط، فرفقاً بقلوب الاطفال من شقوق لا يمكن إلصاقها, كذلك الايذاء الجنسي بالتعدي عليهم واستغلالهم بالتحرش بهم ومن صوره التحرش الالكتروني وما يقوم به المتطاولون بإستغفال الاطفال واستغلالِ براءتهم بإانتشار ثقافة الاستعراض بالصور وغيرها وبغياب رقابة الوالدين و الاستهانة بالرقيب القريب جل جلاله، وبتفاقم مشاكل الادمان الالكتروني الذي يدفعهم نحو التحريض على ممارسة التحرش عبر الوسائل الاجتماعية المختلفة لقلة الوعي وغياب الموجه.و لكل أشكال العنف اثار نفسية وبدنية واجتماعية وانفعالية تؤثر وبصورة واضحة في مستقبل الطفل ، و سرعان ما تنفك عن نطاق الأسرة لتملأ مجتمعاً بالاسقام السلبية والغضب والجريمة.

وعلى الرغم من الغرامات والعقوبات الصارمة التي اسقطتها الدولة على كل من يُخل بحق من حقوق الطفل الا ان مازال قلة منهم غارقون بـ اللاوعي. نحن مجتمع بأمس الحاجة لمبادرات توعوية حتى نصل بها الى اليقظة المرجوه نحو اطفالنا. لنعي بأن العنف ظاهرة مهددة لأمن الطفل حيث انه يبقى راسخا في ذاكرته مدى الحياة وله دور في ارتفاع قلق الطفل كل ذلك يؤثر على مسيرة حياته طفلا وشاباً حتى يصبح كهلا.

  • *ماجستير في علم النفس العيادي .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى