بودكاست “السارد”.. مكتبة سمعيّة للتقنيات الروائية بدعم مبادرة “إثراء”
- "إثراء" يدعم مشاريع أدبية ضمن مبادرة "إثراء المحتوى" لتنمية القطاع الثقافي - بودكاست "السارد" يتناول 10 روائيين عالميين ضمن مبادرة "إثراء المحتوى"
الظهران– 23 يناير، 2022
يربط مشروع “بودكاست السارد” بين عمالقة الروائيين العرب والعالميين وبين جمهورهم من القراء والمهتمين بعوالم كتابة الرواية، في رحلة مسموعة مع الرواية المعاصرة، تكشف مكامن شغف الروائيين وأساليبهم وأدواتهم في حِرفة الرواية، بدعم من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، ضمن البرنامج الوطني “مبادرة إثراء المحتوى”، الذي يهدف إلى تنمية صناعة المحتوى المحلي وتعزيز فرصه بالمملكة في شتى القطاعات الثقافية والإبداعية.
ويوضح مدير الفريق العلمي لمشروع بودكاست “السارد” علي الثنيان، أن فريق البودكاست عمل على مشروع بحثي تحت مسمى “ملامح الرواية العربية”، وتضمن البحث 20 مقابلة مع روائيين ونقّاد تتراوح أعمارهم ما بين 35 إلى 50 عام، وخلصت المقابلات على حصر 10 روائيين هم الأكثر تأثيرًا في العالم، من بينهم: دوستويفسكي، وغابريل ماركيز، وكافكا، ونجيب محفوظ، وتولستوي، وأورهان باموق، ومايو يوسا، والطيب صالح.
كما أظهر البحث غياب العديد من الروايات الأوروبية والفرنسية وتأثيرها، وكانت الروايات اللاتينية هي الأكثر تأثيرًا على الإطلاق، بحسب الثنيان، الذي أشار إلى أن البحث تناول كذلك تميّز ملامح الروايات العربية من حيث طرح القضايا التي تمسّ المجتمعات بصورة مباشرة، إلى جانب العناية البالغة باللغة.
وأشار الثنيان، إلى أن البودكاست لقي كافة سبل الدعم من “إثراء”، على الرغم من أن دعم مثل هذه المشاريع يبدوصعبًا، إلا أن وسائل الدعم خلال البدء بالمشروع الذي اتكئ على البحث العلمي ساهمت في الوصول إلى مسيرة وخبايا10 من أعرق الروائيين وأكثرهم تأثيرًا في مختلف دولالعالم، مشيرًا إلى أن منح الكتاب الناشئين مادة معرفية لتزويدهم بأساليب كتابة الرواية لم يكن هدفًا نظريًا، بيد أنه أدبيًا وقائمًا على البحث العلمي.
وعن آلية إعداد الحلقات، يقول الثنيان أنه “بسبب تباين اللغة والتعابير بين كل روائي وآخر، كان لابد من بث حلقات ذات محتوى هادف بمثابة مراجع قادرة على محاكاة إلهام الروائيين، وبناءً عليه تم إجراء هذا البحث العلمي الذياستغرق مدة 12 شهرًا، ويدور حول الرواية المعاصرة ومدى تأثيرها”.
ونّوه الثنيان إلى أن بودكاست “السارد” يتطلع إلى تقديم معرفة شاملة بإطار مناسب دون اللجوء للتنظير، مما يحثالروائيين الناشئين على المثابرة المستمرة، إيمانًا بكون الروائي مُلهمًا وليس تلميذًا، وأكد أن المثابرة ضمن الأضلع الأساسية في الرواية، لاسيما أن كتابتها تصنّف بأنها قرار، وذلك لقدرتها على استنزاف وقت الروائي الباحث عن فكر وإلهام دون التركيز على صيد الجوائز.
ويرى الثنيان أن الرواية العربية أمامها خيار الريادة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى التنامي المتسارع الذي يتسم به المشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة في ظل الجهود التي تبذلها هيئة الأدب والنشر والترجمة. ولفت مدير الفريق العلمي لمشروع بودكاست “السارد” إلى أن السوق السعودي الأقوى عربيًا من حيث شراء الكتب، مما يؤكد على أن الفرص متاحة في بروز أسماء روائية لامعة، تعكس احترام عقلية القرّاء الباحثين عن أعمال رصينةوعميقة.
ومن الجدير بالذكر أن مبادرة إثراء المحتوى تسعى إلى تطوير منتجات المحتوى الثقافي المحليّ، إلى جانب توفير فرص خصبة في القطاعات الثقافية والإبداعية بالمملكة، حيث يستهدف البرنامج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي ترغب بإنتاج محتوى عربي مقروء أو مسموع أو مرئي؛ يُضاهي المستويات العالمية