السعودية فخر العرب والمسلمين … سعيد الحمد

ومن يُجادل في هذا الفجر؟؟ هي السعودية التي خرجت من قلب الصحراء لقلب العالم.

صناعة الأوطان هي صناعة الانسان، والمؤسس الكبير الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود، هو رجل التاريخ المعاصر الذي مازال يحتاج منا ومن كل الباحثين إلى قراءاتٍ وقراءات، حتى نقف على تخوم فكره وحكمته وذكاء فطرته التي يُضرب به الأمثال.

هو عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي من آل سعود الكرام، ولد بالرياض في أوائل عام 1877، وعاش مطلع صباه على حافة الربع الخالي مع والده رحمه الله، فنشأ في البيئة البدوية بكل خشونتها وتعلم قيمها وثقافتها وحياتها الاجتماعية.

وهاجر مع والده إلى الكويت وله من العمر 15 سنة، وسكن في بيت صغير مؤلف من طابق واحد يضم ثلاث غرف فقط، وقد لوحظ عليه وهو لما بعد صبيًا قوة شخصيته والميل إلى القيادة «فقد ولد قائدًا»، هكذا قالوا.

وكان وهو في تلك السن المبكرة يحب الاستماع إلى ما يتحدث به الكبار في السن عن مجد جده فيصل بن تركي وعن جسارته في سبيل إعادة مجد أسرته.

ورسخت تلك الحكايات والروايات وسيرة جده في أعماقه فتمثل بها، وكان يقول بين أقرانه إنه سيستعيد ذلك المجد.

وبالفعل ما ان حل عام 1901 حتى قرر ابن سعود القائد والمؤسس الكبير أن يقوم بعملٍ بطولي خارق.

وبمعيته أربعون فارسًا فقط من أقربائه وأعوانه توجه إلى الرياض، وفي 15 ديسمبر 1902 استطاع بجسارة الفارس الشجاع أن يدخل الرياض منتصًرا، ليبدأ من هنا ومن ذلك التاريخ صناعة وبناء المجد السعودي الشامخ والكبير.

ذكاء فطري نادر، هكذا وصفوا ذكاء ابن سعود وكتبوا أنه أدرك بفطنته وفي وقت قياسي ان السياسة هي فن الممكن فأجاد ببراعة إدارة سياسته وسط الأنواء والزوابع المحيطة به وبالعالم آنذاك.

ولدى عبدالعزيز بن سعود فراسة مشهودة وهبها الله له، يفهم أفكار الذي أمامه، ويقرأ عن بُعد كيف يفكر خصمه، فيخطط بعقلية العارف؛ ليفاجئ الآخر بتخطيط بارع ومحيط بكل شيء.

اجتمع مع كبار قادة العالم من السياسيين «روزفلت وتشرشل» فكان ندًا لهم في المحادثات بل حاز على اعجابهم بشخصه وإدارة حواره ووعيه السياسي.

يكتب أستاذ وعالم الاجتماع العربي الأشهر الدكتور علي الوردي «كان ابن سعود يملك موهبة نفسية تجعله قادرًا على التأثير فيمن يُقابله وعلى اجتذابه اليه، وهي الموهبة التي تسمى في علم الاجتماع (بالكاريزما)»، بحسب عالم الاجتماع الدكتور الوردي.

يقول المؤرخ تايلر «كان ابن سعود طويل القامة عريض المنكبين وسيم الرجولة العربية، وله (كاريزما) لاحظها كل الذين قابلوه».

هكذا مؤسس كبير وقائد محنك ورجل سياسة عميق الفهم والوعي، ربى ابناءه على سيرته والاقتداء به والأخذ منه والتعلم في مجالسه، وبالفعل كانوا خير خلفٍ لخير سلف.

والمملكة العربية السعودية جمعت خصائص البناء الثابت المكين لأنها جمعت أركان الاسلام ومبادئ العروبة وقيم العربي الأصيل وثقافته، فتأسست بثقة من يقطع مشواره بعزيمة وبإيمان بالله، فاقتربت من شعبها ليقترب منها أكثر وأكثر.

لذا سنلاحظ ان أعداءها وخصومها لم ينجحوا أبدًا من النيل من الداخل السعودي من عمقها، فشعبها خط دفاعها الأول. لم يستطيعوا أولئك الذين أرادوا النيل منها طوال مسيرتها المظفّرة أن يخترقوا شعبها، وباءت محاولاتهم وهي كثيرة بفشل ذريع.

والمملكة العربية السعودية وهي تقطع اليوم مشوار 89 عامًا لا تقف ولا تعرف محطات الاستراحة في بناء مملكتها وتعزيز مصالح شعبها، فهي تتقدم بخطى أوسع وأرحب في البناء، فيدٌ تبني وتعمر ويدٌ تدافع وتحمي حياض الوطن.

نشارككم قبل أن نهنئكم فدام عزكم ومجدكم.

الأيام البحرينية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى