رأي

النبأ والفاسق …د.عبدالرحمن الوروري

*إن النبأ والفاسق أمران مهمان في الإسلام، فالنبأ يعبر عن الخبر الذي يستند إلى حقائق ويعزز الإيمان، بينما الفاسق يشير إلى الشخص الذي يروج للأخبار الزائفة ويحارب الحق ، كما تقدم الآية الكريمة ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (١) برسالة هامة تحث المؤمنين على أن يكونوا حذرين في التعامل مع الأخبار الواردة إليهم، وأن يتأكدوا قبل الانتشار لكي لا يقعوا في الجهل ويندموا لاحقًا على أفعالهم.

تدرك الآية الكريمة الأهمية الكبيرة للنبأ والفاسق، فهي تبين أن الحصول على الخبر الصحيح ليس بالأمر السهل، ولذلك يجب على الأفراد أن يتأكدوا من صحة الأخبار قبل أن يؤمنوا بها أو ينشروها. وعلى الرغم من أن التأكد يشبه عملية صفاء المياه من الشوائب، فإنه يعتبر ضروريًا للعاقلين المؤمنين، حيث يساعدهم على المحافظة على سمعتهم وانتشار الحقيقة.

تتضمن الآية الكريمة العديد من الحجج التي تستند إلى العقل والتفكير السليم. على سبيل المثال، يؤكد وجود الفرق بين النبأ والفاسق في الآية على أن الحقيقة ذاتها يمكن أن تكون معروفة أو مجهولة. وهذا يعني أن النبا يعتمد على حقائق معروفة ومأخوذة من مصادر موثوقة، بينما الفاسق يعتمد على أخبار زائفة ولا يمتلك أساسًا قويًا لدعمها.

بالإضافة إلى ذلك، تعزز الآية أهمية التأكد من الأخبار قبل التصديق بها، لأن انتشار الأخبار الزائفة قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالآخرين وتكون سببًا في ندم الفاعل. ومن هنا، يتضح أن العقل السليم والتفكير الواعي هما أداة حاسمة للتحقق من الحقيقة وقبولها.

توجد العديد من الأمثلة في حياتنا اليومية حول تأثير الأخبار الزائفة والتأكد من صحتها. على سبيل المثال، في عصر الإعلام الاجتماعي، من الممكن رؤية الكثير من الأخبار الزائفة والشائعات التي يتم تداولها بين الناس بسرعة فائقة. في هذه الحالات، ينبغي على الأفراد أن يتأكدوا من صحة الأخبار قبل أن يساهموا في نشرها أو يعتقدوا بها، حتى لا يؤثروا سلبًا على سمعتهم الشخصية أو يخلفوا ندمًا لاحقًا.

تعزز الآية الكريمة المهمة الحاسمة للتأكد من صحة الأخبار وعدم الاندفاع في الإيمان بكل ما يتم ترويجه. حيث يعتبر العقل السليم والتفكير الواعي أداتين قويتين يمكنهما أن تساعد المؤمنين على اتخاذ قرارات صحيحة وتفادي الوقوع في الجهل. بالتأكيد، يجب على المؤمنين أن يكونوا دقيقين وحذرين عند العمل مع الأخبار والتأكد من صحتها قبل الانتشار، حتى لا يتسببوا في إلحاق الأذى بأنفسهم أو بالآخرين.
واخيرا : تأكدوا وتيقنوا قبل ان تصيبوا وتندامو
___________________
(١) سورة الحجرات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى