رأي

خواطر وظيفية … خالد بن عبدالله الملحم

*عندما نتحدث عن الوظيفة العامة والموظف العام لابد من طرح سؤال هام، ما هو الدور المناط بنا للإجابة؟ الدولة تقوم بمهامها الأساسية من أمن داخلي وخارجي وتنفيذ برامجها ومشاريعها الإنمائية حسبما خطط لها في رؤية المملكة ٢٠٣٠م والتي ترتكز على ثلاثة محاور: الاول مجتمع حيوي، والثاني الاقتصاد المزدهر، والثالث للوطن الطموح، وهذه المحاور تتكامل وتتناسق مع بعضها في سبيل أهداف المملكة العربية السعودية مع المحافظة على المال العام وعدم إهداره فيما لا يعود على الوطن والمواطن بالفائدة المرجوة والمقالة منصبة على الوظيفة العامة والموظف العام في المقام الأول. الوظيفة العامة: هي مجموعة من الواجبات والمسؤوليات التي يتعين على شاغلها القيام بها مقابل ما تقرره الوظيفة من واجبات وحقوق مالية لقاء قيامه بمهامه على أحسن وجه. أما الموظف العام: فهو الذي يعهد إليه بعمل دائم في خدمة مرفق عام تديره الدولة من خلال وزارة، مؤسسة عامة، هيئة عامة أو شركة تساهم الدولة في رأسمالها. في مقابل ذلك فإن الموظف العام عليه الالتزام بأدبيات الوظيفة العامة، منها على سبيل المثال حفظ أسرار وظائفهم، وعدم اطلاع الغير عليها، والسر ما يكتمه الإنسان ويخفيه في صدره، والقدرة على حفظ السر هو ضرب من ضروب الاحترام بالنفس، وقد قيل كتمان الاسرار يدل على جواهر الرجال، وكذلك لاخير في انية لا تمسك ما فيها من الادبيات. والأمانة يكون أميناً على وظيفته وأدائه بكل كفاءة وإخلاص، يقول رسول البشرية محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم لأبي ذر ناصحا له: (يا أبا ذر إنها أمانة وإنها حسرة وندامة إلا من أخذها بحق الله فيها) كذلك الالتزام بالدوام، وأداء العمل بدقة وإتقان فيما عليك واجبات ومسؤوليات مطلوب القيام بها لخدمة بلدك ومجتمعك، وبها يقاس انتمائك وولائك لولاة الامر ووطنك، يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)، وقول الرسول صل الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، وهناك أمور ومهام على الموظف العام القيام بها، منها حسن التعامل، والعفة عن أموال الناس والتعاون مع زملائهم ورؤسائهم، وينصاع للتعليمات، وألا يكون عائقا وخائنًا للأمانة التي اؤتمن عليها. ولقد اطلعت على ما دونه الدكتور أحمد بن عبدالرحمن الشميمري أستاذ إدارة الأعمال بجامعة الملك سعود-القصيم، في كتابه أخلاقيات الموظف المسلم من مطبوعات الجمعية السعودية للإدارة، عند تطرقه عن الانحراف الوظيفي، يقول: إن النفس البشرية يعتريها الخطأ والنسيان، واتباع الشهوات، والوقوع في الشبهات، والزلل والانحراف عن الطريق المستقيم، ولذلك حذرنا المولى عز وجل من الوقوع في مزالق الانحراف، واتباع الهوى وطريق الضلالة، وعرف الانحراف الوظيفي بأنه كل سلوك يترتب عليه انتهاك للقيم والمعايير التي تحكم سير المجتمع، سواء كانت هذه القيم والمعايير معلومة أو غير معلومة. والفعل المنحرف يترتب عليه إلحاق الضرر والأذى بالآخرين وممتلكاتهم الخاصة والعامة. وخير ما نختم به مقالنا هذا الحديث الشريف عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: (الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم).
أخي الموظف كن ممن يلتزم بأداء العمل بكل كفاءة وإتقان، وتكون عضو فعالا ومنتجا لمصلحة بلدك، ولكي تنال الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى