رأي

غمزة سميرة.. .. عبده خال

أطلت معشوقة الزمن الماضي الفنانة سميرة توفيق، وقد تكون طلتها الأخيرة بردا وسلاما على محبيها خصوصا حينما اعترفت -وللمرة الأولى- أن الحب الأول في حياتها كان لرجل سعودي.
وفي هذا الاعتراف رذاذ يطرى لهفة العاشقين بها، ويمنح أي عاشق الادعاء -الآن- أنه هو حبيب سميرة توفيق والتي لم تستطع السنوات أن تمحوه من قلبها ففاض الذي اعترفت بحبها له بعد مرور كل تلك السنوات.. وربما يجالس أقرانه -الآن- ويقسم أن سميرة كانت تسعف شوقه بغمزة من غمزاتها المتكررة إبان ظهورها على الشاشة السعودية.
وغمزة سميرة توفيق كانت تطيح بقلوب الرجال يسرة ويمنة، وكانت قلوب النساء تنبض كمدا إزاء «تسمر» رجالهن أمام شاشة التلفاز، والكل منهم ينتظر غمزتها وكأنه المعني بتلك الغمزة..
وربما لن يصدق شباب هذه الفترة الزمنية أن نساء كثر تطلقن بسبب تلك الغمزة.
ويمكنني القول إن تلك السنوات استطاعت سميرة توفيق أن تتفوق على المتنبي عندما قال:
أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَاِ | وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ.
وكان الاختصام يدور بين الرجال وزوجاتهم، وغالبا ما تبيت النساء بجفون دامعة، ولم يكن الزمن ناصرا لضعف الأنثى وقامعا لتبجح الرجال فيكون الظلام الدامس ساترا لهزائم معركة لا تكون متكافئة..
ويبدو أن رجالنا موعودون بفتنة لبنان بشكل أو بآخر، فكما عاثت غمزة سميرة بقلوبهم، ها هي هيفاء وهبي تكمل المسيرة ليس بغمزة تلهب المشاعر، بل بحضور يتناسب مع مواصفات العصر إذ يتحول الجسد إلى الموهبة الوحيدة للمطربة وتكون بقية المواصفات دون حد التواضع..
الفرق الاجتماعي بين زمنين أن نساء البلد لم يكن بمقدورهن مجابهة تبجح الرجال في زمن سميرة توفيق، أما في زمن هيفاء وهبي فإن النساء قادرات على تعليق (أبو سروال وفنيلة) من حلقه، وإذا استعصى فسوف يجد نفسه (مخلوعا) كمسمار قديم صدئ دق على واجهة خشب زان. زمنان مختلفان في كل شيء بينهما قاسم مشترك وحيد هو (البصبصة) بعين فارغة. وقد يكون القاسم المشترك الآخر أن الكثيرين يدعون وصلا بهيفاء، بينما لم تصرح هي بأن سعوديا خطف قلبها وترك العيون تبحلق في مجسم جمالي بلا روح.
عكاظ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى