عرين الأقوياء… مها النصار


•سمعنا كثيرا وسئمنا من (حق التصويت ) في المحافل الدولية والذي في حالات كثيرة لا يجدي نفعا ، فلنجرب في حياتنا اليومية حق عدم التصويت وهو (حق الصمت ) لما لا ! والصمت له حق علينا يشاطرنا الحياة بصمته ويرانا نكابد المشقة ويشفق علينا لأننا همشنا دوره . 
جرب الصمت ، دع الأمور تسير واترك الأشخاص يعبرون بمواقفهم وتأمل كيف يصير الحال ؟
ستستيقظ من غفلة أقحمتها كهف أصحاب الكهف ، وتغافلت عنها كثيرا ، لم تعرها انتباهك ، لذا غاصت في سراديبك ،وتجاهلت أن الصمت كائن حي يحتاج للنور وأنت أجبرته على الاختفاء وعدم الظهور .
عندما نسقي الصمت ستنمو عروق الراحة وستنبت أزاهير السكينة وستزدهر الروح إشراقا وبهاء ، فالصمت عن الكلام بناء للروح وصقل للنفس يعيد توازنها فلا يطغى جانب على آخرولا يضمحل ولا ينقرض بل سيسمو كل جانب بزواياه ويبزغ بريق ضيائه عبر أعيننا ،وسيخرج منا شخص من جديد نعرفه ونحبه كنا بعيدا عنه ، يعيدنا على عتبات ذواتنا متأبطين الحلول أمام معترك الحياة .
في اعتقادي الصمت حاجة فسيولوجية أكثر منها معنوية ففي لزوم الصمت مساحة تمكن العقل من التحرر والانسيابية في طرقات التفكير نحو ساحة فضاء التأمل . بالله عليك أعط نفسك حق الصمت ليعود شتات الفكر إلى مقره سالما ومعافى .
واعقد صفقتك مع الصمت واحمل إيمانا بأن لك نصيبا من الرضا والراحة في عالم يموج بالقلق والتوتر واظفر بنفسك قبل الذوبان في مشاغل الحياة التي تشكل عصابة لصوص وعليك منها الخلوص.
أشعر أننا مدينون لأبداننا وعقولنا وأرواحنا بمزاولة الصمت ، وأشعر أن الأذن ستسمع نبض الشعور الصادق ،والعين سترى أشعة الخاطر قبل أن ينكسر ، واليد  ستحس عندما تتوقف عن الحركة طواعية بالتسليم فالتسليم راحة و مدعاة لارتخاء العضلات وانتشاء الأعصاب طربا وحبا في هذه الحالة التأملية السامية ،فالصمت بوابة العبور إلى أجل العبادات  .وعرين مستراح ومستطاب للأقوياء .
إذن فضلا اصمت أو   قل خيرا . 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى