رأي

أم الجمايل … د.أحمد بن حمد البوعلي

رثاء الخاله أم فيصل رحمها الله والتي وافتها المنية بمدينة الدمام مساء الخميس ليلة الجمعة
23/ 10 / 1445 هـ

*إنها الحياة ياخالتي وإنه الموت.. وها هو القدر.. فإلى الله نبتهل وبقضائه وقدره نرضى ونسلم!
توفيت الخاله ام فيصل ابن الشيخ عبدالله فؤاد ابوبشيت صاحبة القلب الابيض الحنون والتي لم تدنسه بشاعة الأيام وقساوة الأزمان رفيقة الصغير والكبير.
عشت معها أكثر من ثلاثين عاما وماوجدت منها الا كل كرم واحترام وعطاء وتقدير وبذل وفي كل مناسبة لي او لأحد من أبنائها أو احفادها موقف مذكور ومحفور ، كانت نعم الأم المربية الناصحة ونعم الخالة الفاضله المعتنية بأزواج بناتها
وكانت نعم الزوج الصالح وقفت مع زوجها في حلوته ومرته وفي حلّه وترحاله وفي غيابه وحضوره وفي راحته وتعبه واسته بكل معاني الود والتقدير وأحسنت تربيتها لابنائها الكرام وكانت وفيّة له في حياته وبعد موته.
اه يا أم فيصل ماأجمل أيامك فوحشة الشوق والحنين تُخرج الدموع من دون إرادتنا،
تحرقني الكلمات وتؤلمني الذكريات، فلا أصابعي تجود ولا رثائي يتألق لأنها إنسانة عظيمة بكل معاني الإنسانية ، تنتابني ذكريات جميلة؛ حينما اراها تقدم أعمال الخير منفقة نفقة من لايخشى الفقر بنت مساجد وحفرت ابار وشاركت في أعمال البر وأرقت وقفا بملايين الريالات وقدمت لنفسها الخير فهي كالندى للمحتاج ، وكم صرفت على بيوت في داخل وخارج البلاد ، وكم اسعدت اناس لايعلم بحالهم الا الله ، وكم كانت تتلذذ بالعطاء لكل من ناداها بل هي كالعطر تزكي المكان لكل من احتاجها تتفقد المحتاجين وتزورهم في بيوتهم ونحن على أبنائهم وتنسى جميلها

تبقى المشاعر خجلا حين أذكرها
فلن يفي قدرها حبري وأوراقي
أم اليتامى ونبع الحب صالحة
يا معدن الطيب في فضل ٍ وأخلاق ِ
( أم الجمائل ) جل ُّ الناس تذكرها
شهادة الحق في حُسن ٍ وإشراق ِ

رحمها الله رحمة واسعه وهنيئا لها بصفات زاد من حياتها فلقد كان الصبر أساس حياتها فكم تحملت وعانت من عدد من الأمراض حتى وافتها المنية بحسن ختام جعلها الله كفارة، لما أصابها، حتى الشوكة؛ يكفر الله بها من خطاياه. ماتت ذاكرة لله بالشهادة من كان آخرُ كلامهِ لا إله إلا اللهُ دخل الجنة”.
كانت الحياة معها جميلة مرت كالحلم وما أقصره من حلم انتهى باكراً وأمسينا على فاجعة ، قد رحلتِ من دون وداع.. أيتها الشمعة المضيئة…لما انطفأت؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى