خلال مشاركتها في منتدى محادثات (التحوّل الصناعي الرقمي) أرامكو السعودية تعزز ريادتها العالمية في إنتاج طاقة أكثر ذكاءً وكفاءة واستدامة

أحمد السعدي: برنامج التحوّل الرقمي يعزز مكانة أرامكو السعودية الريادية فيما يتعلق بقضايا المناخ والأداء البيئي

الظهران – 13 ربيع الأول 1442هـ (30 أكتوبر 2020م)
شاركت أرامكو السعودية مؤخرًا في أعمال منتدى محادثات التحوّل الصناعي الرقمي (Ignite 20) والذي تم تنظيمه افتراضيًا بحضور عدد من كبرى شركات الطاقة والتقنية العالمية. وتحدّث النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية في أرامكو السعودية، الأستاذ أحمد السعدي، في جلسة نقاش تناولت دور التقنية في تعزيز التحوّل بمجال الطاقة. وضمّت الجلسة إلى جانب السعدي، كلًّا من: الرئيس التنفيذي لشركة “بريتش بتروليوم” برنارد لوني، والرئيس التنفيذي لشركة آكر، أويفيند إريكسن، وأدارتها النائب الأعلى للرئيس للمبيعات والتسويق في شركة كوغنيت، الدكتورة بولا دويل.

طاقة موثوقة ومستدامة
وفي كلمته للمنتدى، أكد أحمد السعدي أنه رغم أوجه الغموض التي تكتنف موضوع التحوّل في مجال الطاقة، إلا أن معظم مجتمعات العالم تتفق أن الطاقة في ظل عالمٍ مثاليٍ ستكون في المتناول، وموثوقة بما فيه الكفاية، ومعقولة التكلفة على نطاق واسع ومستدام.

تقنيات بديلة
وبشأن التعاطي مع قضايا التغير المناخي التي تحظى باهتمام عالمي كبير، قال السعدي: “إن الجهود التي بُذلت في هذا الجانب قد أسهمت بالفعل في الحدّ من انبعاثات الكربون، إلا أن الغالبية العظمى ستتفق على أن التقدّم المحرز لا يلبّي التوقعات”. واستطرد السعدي بقوله “إن العالم يعتمد على تقنيتين بديلتين رئيستين للحد من انبعاثات الكربون وهما: السيارات الكهربائية، ومصادر الطاقة المتجددة، إلا أن وتيرة التقدّم لا تزال بطيئة”.

تحدّيات اقتصادية وتقنية
وأوضح السعدي أن السيارات الكهربائية أبصرت النور منذ ما يزيد على 100 عام قبل أن يسيطر محرك الاحتراق الداخلي على المشهد. وعادت هذه السيارات إلى المشهد مجددًا قبل عقدين ولكنها لا تزال تمثّل نسبة تقل عن 1% من مجموع السيارات في العالم، مبيّنًا أن المصنّعين لا يزالون يواجهون تحدّيات اقتصادية وتقنية متعددة إلى جانب غياب البنية التحتية لمحطات شحن السيارات، ومشاكل البطاريات، والأكثر أهمية أن خليط الوقود للكهرباء المستخدمة لشحن السيارات الكهربائية ليس نظيفًا بشكلٍ فاعلٍ، ما يتطلّب إيجاد حل لهذه المشاكل كأولوية قصوى.
وتابع السعدي: “مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية والرياح تولّد أقل من 10% من الكهرباء في العالم،وإذا نظرنا إلى إجمالي الطاقة العالمية، فحصّة هذه المصادر هي أقل من 3%. كما أن المنتجين يفتقدون كذلك لمخزون تجاري واسع النطاق لمعالجة الطبيعة المتقطعة لمصادر الطاقة البديلة، إضافة إلى متطلبات استقرار الشبكة.
ورغم أن كلا البديلين لهما أثر إيجابي، إلا أن التحديات التي تواجهها السيارات الكهربائية، ومصادر الطاقة البديلة، تؤكد أن مصادر الطاقة المتجددة هذه ليست كافية وحدها لإحداث تقدم سريع”.
ودعا السعدي إلى الاهتمام بشكل أكبر بالتقليل من الأثر الكربوني لمصادر الطاقة الحالية، حيث يُتوقع لهذه المصادر أن تمثل حصة كبيرة من الطاقة العالمية لعقود مقبلة، مع الاستمرار، في الوقت نفسه، في تطوير السيارات الكهربائية ومصادر الطاقة البديلة.

التقنية والانبعاثات
وفيما يتعلق بجهود أرامكو السعودية للحد من الأثر الكربوني للنفط الخام والغاز، أولت الشركة الأبحاث المتعلقة باستخدام تقنيات الحد من ابعاثات الكربون أهمية قصوى، ومن تلك التقنيات جعل محرك الاحتراق الداخلي، والوقود الذي يعمل على تزويدها بالطاقة، أكثر نظافة، والشراكة مع مصنعي السيارات لتطوير أنظمة وقود المحركات ذات الأميال الطويلة والمتكاملة في المستقبل، بالإضافة إلى تعزيز كفاءة العديد من المنتجات التي تستخدم النفط والغاز عمومًا. ومن مجالات التركيز الأخرى، تطوير تقنيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه. واستخدمت الشركة هذه التقنيات في جمع 30 مليون قدم مكعب قياسية من ثاني أكسيد الكربون في أحد معامل الغاز، ثم حقنها في الحقول لتعزيز عملية استخراج النفط. وإشارة إلى إنتاج الشركة للوقود النظيف، قال السعدي: “أعلنّا الشهر الماضي عن أول شحنة في العالم من الأمونيا الزرقاء عالية الجودة إلى اليابان لاستخدامها في توليد الطاقة الخالية من الكربون”.

برنامج تحوّل رقمي
من جانب آخر، أولت أرامكو السعودية اهتمامًا كبيرًا بدور التقنيات الرقمية. ونوّه السعدي في هذا الصدد إلى جهود الشركة في تطبيق برناج التحوّل الرقمي الذي يغطي كافة أعمال الشركة. وقال السعدي “تكمن أحد الركائز الإستراتيجية لهذا البرنامج في تعزيز مكانتنا الريادية فيما يتعلق بقضايا المناخ والأداء البيئي، بينما نواصل إحراز تقدم في إنشاء حقول النفط الرقمية في المستقبل”.
وأضاف: كجزء من هذا البرنامج، أنشأنا مركزًا متطورًا للثورة الصناعية الرابعة يضم تقنيات الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والروبوتات، والطائرات بدون طيار. وعلى سبيل المثال، قمنا بتطبيق حلول الذكاء الاصطناعي لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري الذي يراقب الانبعاثات الصادرة من أكثر من 2000 مصدرٍ في 170 مرفقًا تشغيليًا. ومكّننا قياس أداء كل مرفق من تحديد فرص إضافية للحد من الانبعاثات.

المزيد من التوسّع الرقمي
وفي إطار التوسع الرقمي في أعمال الشركة، قال السعدي: “نتعامل أيضًا مع شركائنا لتقييم استخدام البيانات من الأقمار الاصطناعية الخاصة بالمدار الأرضي المنخفض، إلى جانب تحليلات البيانات المتقدمة لمراقبة والحدّ من الانبعاثات، وبالإضافة لذلك، استخدمنا التحليلات التنبؤيّة والحلول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في العديد من مرافقنا مما يمكّن فعالية أكثر في تشغيل الأصول، ويتمثّل ذلك في مرفق خريص الذي يعتبر أكبر حقل نفط ذكي في العالم، حيث قلّلنا استهلاك الطاقة الإجمالي في المرفق بنسبة تبلغ 18%، وعملنا على تحسين تكاليف الصيانة بنسبة تبلغ 30%، وقلّصنا وقت الفحص بما يقارب 40%”، لافتًا إلى أن المنتدى الاقتصادي العالمي كرّم الشهر الماضي مرفق خريص لتميّزه في استخدام أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى