ذكرى البيعة الخامسة خمس سنوات أم خمسون عاماً ؟… د. فاطمة بنت عبدالباقي البخيت

“سنواصل جهودنا في تمكين المرأة السعودية ورفع نسب مشاركتها في القطاعين العام والخاص، ونشير بكثير من الاعتزاز لارتفاع نسبة مشاركة المرأة من 19.4 بالمائة بنهاية عام 2017 إلى 23.2 بالمائة بنهاية النصف الثاني من عام 2019 “.
بتلك الكلمات الغالية على قلب كل امرأة سعودية يلخص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الرؤية الواعدة لصورة المرأة في منظار الوطن، الممتدة حتى السماء، والمحتوية لكل معاني التشجيع، والمساندة، والإحساس بالأمان.
قبل خمس سنوات من الآن كان هاجس العالم المحيط بنا هو: متى تسمح السعودية للمرأة بقيادة السيارة؟! .. البعض قال إن ذلك لن يحدث قبل خمسين سنة، وآخرون اعتبروه حلماً بعيد المنال، وفجأة تغيرت لهجة العالم وهم يرون قيادة المرأة تصبح أقل الأمور تحققاً للمرأة، فقد فُتح أمامها مجال العمل بعدة مجالات وظيفية شملت «باحثة اجتماعية، باحثة شرعية، باحثة قانونية، مساعدة إدارية، ومطورة برامج أولى».
ثم توالت القفزات عندما منح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؛ المرأة أحقية تأسيس الأندية النسائية، ولم يكن ذلك إلا تأكيداً لمبدأ التغيير، وتشجيع المرأة على المشاركة الفاعلة في القيادة والتأثير، والحد من البطالة، إذ يوفر القرار آلاف الوظائف النسائية بالمراكز، والأندية الرياضية.
وفي الوقت الذي تراجعت فيه التقارير الإعلامية عن قيادة السيارة، تقدمت أخبار أخرى لتتصدر المشهد الخاص بالشأن السعودي، إذ سمح خادم الحرمين الشريفين للمرأة بتقلد العديد من المناصب القيادية، فكان أن تم تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان؛ أول سفيرة للسعودية لدى الولايات المتحدة الأميركية بمرتبة وزير ،والسيدة إيمان عبدالله الغامدي؛ مساعدًا لرئيس بلدية محافظة الخُبر لتقنية المعلومات، وسارة السحيمي رئيساً لمجلس إدارة السوق المالية السعودية «تداول”، ورانيا نشاررئيسًا تنفيذيًا لمجموعة سامبا المالية، ولطيفة السبهان مديرًا ماليًا للبنك العربي الوطني، وتعيين كاتبة هذا المقال مديراً لإدارة التطوع بجمعية البر بالمنطقة الشرقية، وهي مناصب –كما سبق- كانت مقتصرة على الرجال فقط.
إنني هنا أتحدث فقط عن الدور القيادي الذي أتاحته بلادي للمرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين، فالمساحة لن تكفي الحديث عن الحقوق الأخرى التي نالتها المرأة خلال الخمس سنوات الماضية، والتي أعتبرها بمثابة خمسين عاماً.
وسنبدأ بإذن الله الخمسين الأخرى، ماضون على العهد، مخلصون لولاة الأمر، مؤمنون بأن القادم أجمل بإذن الله.
د.فاطمة بنت عبدالباقي البخيت
مدير إدارة التطوع بجمعية البر بالمنطقة الشرقية
كاتبة رأي ، مهتمه بالتنمية المجتمعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى