ضيوف لا يرحلون … مها النصار

•هناك ضيوف لا يرحلون ، ربما بشر أو مواقف ، وليس كل هؤلاء الضيوف ضيوف خير وفرح ففيهم ضيوف شر وحزن ، والعامل المشترك بينهم أنهم دروس وخبرات وتجارب بحلوها ومرها استقبلناها فهيأتنا لممارسة أدوارنا في هذه الحياة.
الضيوف طاب لهم المقام وتكونت لهم في النفس منازل لا تتزحزح مطلقا ، لم يكن مرور كرام فقط بل مرور له جذور ومقام ، حيث ضرب فينا أوتادا قوية صامدة نحتت في الذاكرة ولا تعترف بعوامل التعرية ، تلك الذاكرة رحبت بهم وجعلتهم كعلية القوم في الصفوف الأمامية ، لتستنجد بهم في كل أمر وحين.
ربما أنفسنا أحيانا تهرب من المواجهة وقد تترائى من وراء حجاب ، لكن الذاكرة تسعف النفس فتتصرف بعفوية وبلا تكلف
هناك أنفس طيبة لا تعرف طعم الحقد ولا لون البغض ولا رائحة الخيانة،أنفس جبلت من طينة العفو وماء التسامح ، وأحكمت حلقاتها فلا تخترق ، وكلما وطأت حلبة مصارعة الحياة كانت هي بطل الدفاع عن القيم وعيبها الوحيد أنها لاتعرف الهجوم ، لذا تضع مسافة دائما ، لا من خوف ولا من عزة لتنتصر بها ، بل لأمر يصعب على البعض فهمه ،حبها لمساحة السلام هو سبب تمنعها من الهجوم حفظا لماء وجه الخصوم ، أحيانا التبرير لا يشفي الغليل بل يؤؤل إلى جبن وخوف بينما في الأصل سلاح التبرير ما استعمل إلا لحفظ المودة وصنع المعروف وحتى لا يقال ماتت المروءة بين الناس ،
كم هي رقيقة تلك الأنفس التي في كل حالاتها تكون على المحك وتعبر جسر الثبات ، لذا يكون حليفها النصر في نظرها الإنساني السوي ، وفي نظر غيرها من ذوي الأذهان القاصرة هي غبية وخاسرة وكالعادة من كان هذا همه يسيء الآخرون عادة فهمه!!!
فتمارس عفويتها دون أن تكترث بأصحاب المعتقدات الفكرية المشوهة التي تم بناؤها بمعول إساءة النوايا وتصيد الخطايا وشعارهم أنهم من الذنوب عرايا !!!
فلتهنأ الأنفس الطيبة أصحاب السمو والمعالي ، فلتهنأ بعيشها ولتتنفس صعداء الرقي وأزاهير النبل لترسم في روحها الجمال القيمي والسمو الخلقي بريشة سلامة الصدر
فهي تكتفي بأن قلبها محل نظر الله عزوجل ودورها هو الحرص على سلامته وصفاء سريرته قبل سيرته ، فأحسنوا يا محسنين .

بقلم / مها النصار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى