رأي

خواطر في ذكري توحيد المملكة … خالد بن عبدالله الملحم

*في الثالث والعشرين من سبتمبر سنة 1902م فتح التاريخ صفحات جديدة ليسطر فيها بأحرف من نور بداية عهد جديد من الكفاح والنضال لعودة الحق لأصحابه في بلاد العرب، في هذا اليوم خرج هذا الشاب مع ثلة من أصحابه اختاروا التضحية بالنفس والمال لإعادة بناء دولة قامت منذ يومها الأول في عهد الجد الإمام محمد بن سعود على كتاب الله وسنة ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وكانت من البداية من الرياض حينما تمكن بعزيمته هو ومن معه من السيطرة عليها سنة 1319هـ/ 1902م، ووقف المنادى على قصر المصمك الشهير ينادى الملك لله… ثم لعبدالعزيز بن عبدالرحمن.
وتوالت الفتوحات والتمكين للأمير الشاب فسيطر على القصيم ثم الأحساء، وبعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918م) بدأ يرنو ببصره نحو البلاد المباركة، نحو الحرمين الشريفين، ويحز في نفسه انعدام الأمن فيها، وما يتعرض له الحجاج وزوار بيت الله الحرام من عدوان، وتمكن بفضل الله من السيطرة عليها، وكان هذا فاتحة خير لهم، فقد بث الأمن والاطمئنان في نفوس أهل الحجاز، وما صاحبه من قرارات حازمة للملك عبدالعزيز لردع المعتدين، والضرب على أيدي العابثين والمفسدين حتى ولو كانوا من أتباعه، ولذلك نادي به أهل الحجاز ملكا عليهم، وتمت بيعته في مكة المكرمة في 25 جمادي الآخرة سنة 1344هـ 8 يناير 1926م، وأصبح يحمل لقب ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها، وأصبحت سلطته هي السلطة الشرعية المعترف بها دولياً.
ولم ينس جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه قضايا أمته فوقف بجانب القضية الفلسطينية سياسياً حينما تحاور مع زعماء العالم لإقناعهم بحق العرب المشروع في فلسطين، وعلى رأسهم زعماء أمريكا وبريطانيا، ودبلوماسيا في المحافل الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة لمساندة الحق العربي، وعسكرياً حينما أرسل شباب بلاده إلى أرض فلسطين للدفاع عنها، واستشهد العديد منهم دفاعاً عنها.
وقد سار أبناؤه من بعده على نهجه وسيرته، في نشر الحق والخير في ربوع البلاد والنهوض بها، وتطويرها لتساير التقدم في كافة المجالات، وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله يحمل شعلة أسلافه ووالده في تحقيق آمال الشعب السعودي يساعده في تأدية هذه المهمة عضده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد حفظة الله ومهندس السياسة والتنمية الاقتصادية وعراب رؤية 2030الذي نعيش منجزاتها في الوقت الحاضر ، التي أوصاهم بها والده جلالة الملك عبدالعزيز، وها نحن نرى ثمرة ذلك في كافة ربوع البلاد، مع احتفاظنا بقيمنا ومنهجنا المرتبط بكتاب الله وسنة رسوله لا نحيد عنه أبداً ما حيينا…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى