رأي

بين صُنَّاع اللحظة ..وروادها … ابتسام فهد الحيان *

 

• في طرقات الحياة نتجول في أزمنة عديدة ،ونتأرجح بين الأوقات المختلفة ؛لنعلن بدء الرحلات ذهاباً وإياباً مستجمعين بذلك كوكبة زمردية من أروع الذكريات وأمتع مشاهد الحاضر ومااختلف عن ذلك .
وفي خضم هذه الحركة الحلزونية الحياتية ،هناك أرواح تكتنز من الفرح نصيب ولجمال اللحظة تصيب ،ترتشف من فيه الزهر ألذ شهد الحياة ،ومن ثورة المحيط جنون أمواجه ،ومن روعة البدر حضوره الزاهي .
هم أشخاص تماثلوا معنا بكامل الصفات الجسدية والعقلية ، إلا أنهم فتحوا أذرعتهم لكل يوم جديد بشغف المتعطشين لفرح العالمين.
سبقونا في رسم خريطة دماغية دقيقة لدراسة الموقف الراهن ،تقوم على أركان أساسية وهي :
١/الاستعداد
٢/القبول
٣/التجلي (للحظة)
ولا يٌقْبَل الضعف لأي من أضلاع المثلث ،إذ أن كل ضلع يسند أخاه،
١/كيف يستعدون ؟
حيث إن عقولهم على أتم الجاهزية لبرمجة البهجة فكرياً ،ومن ثم بث الفرح لأرجاء المدينة، فتجد الفرد منهم شمس بارقة بالضياء ،طاقة مشعة بالحياة لمن لا حياة له ،وفي دائرة علاقاته الاجتماعية عازفًا على أوتار الوصل الأنيق والحفاوة بجميع الشخصيات.
٢/ماذا عن قبولهم !
لا تعتلي الماديات قدراً عالياً لصنع جمال لحظتهم،وليس لفرحهم شروط أو حدود لأنهم استطاعوا التخلص من معيقات الكدر والشؤم،كما يدركون أن انعكاس بريقهم الداخلي هو حقيقة جمال واقعهم ،فتراه ينعم بالقليل ليصنع منها قيثارةً تطرب لها المسامع.
٣/كيف يكون التجلي ؟
ظاهرين للعيان بروح تتهلل بالسعد ،فيرسم من الكلمة أهازيج من الأمل على حياة الآخرين ،ويخلق من اللقاءات العابرة فرصة ثمينة للنعيم الصحي ،فهو لا ينتظر قطعة من حلوى السعادة بل هو من يقوم بتحضير مقاديرها .
لديهم قيمة استحقاق للذات وللحياة عالية جدا ً.
سرعان ما يتشافون من ألم المرحلة ثم يقفزون إلى التالية ،لاتشغل التفاصيل الهامشية حيزاً من وقتهم لأنهم في سباق دائم لعناق اللحظة.
يبدو أن أحد الأسماء قد تبادرت إلى ذهنك عزيزي القارئ حين قرأت صفاتهم!
أولئك هم الذين أدركوا معنى الحياة حقا .
ويظل السؤال ..
هل أنت من صُنّاع اللحظة أم روداها!

fahad.ebt@hotmail.com*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى