رأي

وباء العدسة الصغيرة … ابتسام فهد الحيان

 

* مع انتشار وسائل التواصل الإجتماعي،أصبحت الحياة المدنية أكثر مرونة وسهولة(وأقل خصوصية) إن تنعدم،ولسنا بصدد الحديث عن هذا المحور ، إلا أننا على مشارف معضلة كبيرة تقتحم جمال اللحظة وتفقدها رونقها ، بل تحلق بها من ذاتية الشعور إلى جماعية المشهد المرئي دون امتنان لهذا الوقت.
لست مع عدم توثيق اللحظة ولكن ليس بإدمان مريع ، يعتري ذلك اصطناع للمواقف وافتعال للانفعال وبرمجة المشاعر ،ناهيك عن هدم المعايير الإجتماعية.
وتسلق جبال القيم والتسلطن عليها بذريعة المرح، وفي حقيقتها مبادئ تخلو من الاحترام للاخرين،يتمثل ذلك في إخلال قيمة رجل مسن او اللعب على مشاعر أحدهم وإخافته بحجة (المقلب) أو كسر الخواطر وكشف المستور من خصوصيات المنازل او الحياة الزوجية بشماعه كسب المشاهدات.
هذه المقاطع متداولة على مرأى من الجميع بين ناقد وساخر ،ولكن الخطر يكمن في الجيل القادم الذي سينشئ أحداث يومه أمام هذه العدسة دون انتباه واستشعار حقيقي لقيمة الحدث أو مراعاة الآداب العامة والقيم العليا.
أعني بطرحي أن يعيش الفرد اللحظة من أجل ارضاء الآخرين،وليس ليعيش اللحظة لذاته أضف إلى ذلك المبالغات المادية والمهاترات التي تعتري ذات الموقف بغية نيل حظوة مجانية أمام الجماهير.
السباق سريع جدا وشرس ولكن بكل أسى إلى الأسوء ،حيث في قادم الأيام لا ماضي يذكر لهؤلاء ولا يخلد .
يتبع ذلك التهجم الاجتماعي (التنمر) للمعني بحديثي لفظياً ،وما يترتب عليه من اضطراب نفسي ترجح بكفة انخفاض الثقة بالنفس وتشوش الصورة الذاتية للفرد .
كل ذاك وجله بسبب الالتفاف إلى هوامش وهوايات منخفضة وليست بالملكات الخام التي ميز الله بها كل إنسان، ليكون خليفة في الأرض.
أدرك الموجة الإجتماعية العالمية التي تراقص الأسر والأفراد ولكن التوجيه هنا لابد أن يكون سيد الموقف وصاحب الصوت الأعلى بأن الحياة تحمل الأجمل ولها أهداف أقوى وطموحات أسمى.
ومن أبنائنا من سيكون الطبيب والعالم والمفكر والمهندس الذي يحمل اسم ابيه عالياً فوق هامة وطنه.
نحن الوجه المشرق للايام وإن طال عناق الأنامل اسفل ذقن الانتظار.
وأخيرا
إذا بلغ الفطام لنا رضيعاً
تخر له الجبابر ساجدينا (١)

<١> عمرو بن كلثوم

Fahad.ebt@hotmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى