رأي

رثاء في الشيخ محمد الفاروق ابي بكر الملا … خالد بن عبدالله الملحم

 

•أصعب شيئ على نفس الإنسان أن يرثى حبيباً له، وخاصة إذا كان من العلماء، حاملى علم الكتاب والسنة، الذين هم ورثة الأنبياء، ولذلك كان من الرزايا العظيمة فى الإسلام فقد العلماء، فقد روى عبدالله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا))؛ متفق عليه.
والعالم الذى نرثيه اليوم هو الشيخ محمد الفاروق بن أحمد بن أبى بكر الملا الذى درس القرآن وعلوم الشريعة، واختار العمل بأشرف المهن وهى مهنة التعليم، سواء للنشء فى المدرسة أو للكبار فى المسجد، فعلمهم حب كتاب الله وفضيلة اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بصحابته الكرام، وكان الشيخ يجسد كل هذه المعانى والصفات الطيبة فى حياته، ويسير على خطى الإمام الأعظم أبى حنيفة النعمان، فى خدمة العلم وأهله. فقد كان مجلس علمه مفتوحا للجميع، ينهلون منه كل حسب ثقافته، ويروى منه الظمأى.
وكان مثالاً للعالم العامل فباب بيته مفتوح للفقراء والمساكين، لايرد سائلا، ولا يكسر بخاطر فقير، والله أعلم بما كان بينه وبين عبده غير ذلك، ولعل حبه لله ورسوله جعل مثواه الأخير قريباً من المصطفى صلى الله عليه وسلم فى البقيع بالمدينة المنورة، لتهب عليه روائح الروضة الشريفة ويأنس بالصحابة وآل البيت الكرام، فرحمات من الله تترى عليك أيها الشيخ وجزاك الله خيرا عما علمته لنا ولمريديك، وندعو الله أن تكون من أهل هذه الآيات: ” إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ”.
mulhemm.ab@hotmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى